غزة - فلسطين اليوم
فاضت أسواق قطاع غزة أمس الأربعاء، بأنواع السمك كافة بعد أن سُمح للصيادين بناء على قرار إسرائيلي جديد بتوسيع مساحة الصيد إلى تسعة أميال في سواحل القطاع، بدلًا من 3 ،وتم السماح فيها بالصيد على مدار 46 يومًا من التشديد الإسرائيلي على المنافذ البحرية، والبرية، والتجارية للقطاع.
وتمكن الصيادون من العودة برزق وفير من الأسماك التي احتوت على أنواع مختلفة وبكميات كبيرة، وذلك في اليوم الأول من السماح لهم بالإبحار لهذه المسافة التي حرم منها الصيادون منذ عام 2007 بعد فرض إسرائيل الحصار البحري والبري على غزة.
وانتعشت الأسواق بما توفر من أسماك مختلفة وزادت حركة البيع والشراء التي تعود بالفائدة على الباعة وكذلك على الصيادين الذين لطالما عانوا الأمرين بفعل الاستهداف المتكرر بحقهم من قبل القوات البحرية الإسرائيلية، وحرمانهم لسنوات من الصيد في هذه المساحة التي تُعد جيدة وأفضل من سابقها كمعدل عام لإمكانية اصطياد أسماك أفضل وبكميات أكبر.
وقال الصياد هاشم أبو ريالة لصحيفة "الشرق الأوسط"، "إنَّ الصيادين منذ إبلاغهم بشكل رسمي بالسماح لهم بالدخول لهذه المسافة وهم يعيشون في حالة شد عصبي خشية تراجع الاحتلال الإسرائيلي عن القرار".
وأشار إلى أنه لدى إبحارهم لهذه المسافة كانوا يتوجسون خوفًا من أن يتم إطلاق النار تجاههم، وحين وصلوا إليها كانوا حذرين جدًا وأضاف الصياد قائلًا " لم نصدق أنَّه سمح لنا بالصيد في هذه المسافة التي حرمنا منها منذ سنوات طويلة"، مشيرًا إلى أن غالبية الصيادين نجحوا في اصطياد كميات كبيرة من الأسماك المختلفة وتسويقها وبيعها للمواطنين الذين توافدوا إلى "حسبة السمك" غرب مدينة غزة، أو إلى الأسواق العامة.
ولفت إلى أن الاحتلال في عدة مرات كان يسمح كتجربة لفترة عدة أيام أو شهر واحد بالإبحار مسافة 9 أميال ولكنه كان يتراجع سريعًا عن هذا القرار بحجة الوضع الأمني وبين أبو ريالة أن الصيادين يأملون في العودة إلى العمل ضمن نطاق مساحة 12 ميلاً بحريًا، مشيرًا إلى أنَّه آخر مرة سمح لهم فيها بالصيد في تلك النقطة كان عام 2005.
وقال الصياد " الصيد في مساحات مثل الأميال التسعة فأكثر يتيح لنا اصطياد أنواع السمك كافة ويزيد من الدخل الذاتي لنا ولعوائلنا وتوفير احتياجات منازلنا وما نحتاجه من مصاريف، كما أنه يعود بالفائدة على الباعة من الصيادين، أو الباعة الذين يقدمون على شراء الأسماك ويقومون ببيعها للناس".
وقال نزار عياش نقيب الصيادين الفلسطينيين"إنَّه تم إبلاغهم من قبل الجانب الإسرائيلي بتوسيع مساحة الصيد"، مبينا أنَّ هذه المساحة أتاحت الفرصة لأكثر من ألف مركب و4 آلاف صياد للعمل فيها.
وأشار إلى مخاوف لدى الصيادين من انهيار حالة الهدوء والعودة من جديد إلى القيود.
وأعادت السلطات الإسرائيلية فتح معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة، وهو المعبر الوحيد للمواد التجارية.
وقال رائد فتوح رئيس اللجنة الرئاسية لتنسيق إدخال البضائع" إنَّه تم فتح المعبر بشكل اعتيادي أمام إدخال البضائع والمحروقات إلى غزة".
وأوضح أنَّه تم إدخال أكثر من 700 شاحنة محملة بالبضائع للقطاعين التجاري والزراعي، ولقطاع المواصلات، من بينهم 300 شاحنة محملة بمواد بناء.
وأشار فتوح إلى ضخ كميات من المحروقات من بينها غاز الطهي إلى غزة.
وقال حسان شامية أحد تجار الألبسة والأقمشة" إَّنه تنفس الصعداء مع إعادة فتح المعبر بخاصة أنَّه كانت له بضائع محتجزة بأكثر من 5 ملايين دولار على المعبر منذ ما يزيد على شهر".
وأشار شامية إلى أنه كان ينتظر إدخالها قبيل عيد الأضحى لمحاولة تسويقها وبيعها للمواطنين، مشيرًا إلى أن حركة البيع والشراء في الأسواق ضعيفة مقارنة بالأعوام الماضية بسبب الوضع الاقتصادي الصعب والخصومات على رواتب موظفي السلطة، إلا أن ذلك لم يمنعه من شراء أنواع مختلفة من الملبوسات لمحاولة تسويقها للسكان.