شرع مستوطنون، اليوم الإثنين، ببناء بؤرة استيطانية على أراضي خربة احمير التابعة لتجمع الفارسية في الأغوار الشمالية شرق طوباس، وسط مخاوف من تدشين أول مدينة استيطانية على أراضي الفارسية، في وقت أجرت فيه طواقم إسرائيلية تمديدات سطحية أرضية بجانب الطريق المؤدية إلى خربة الساكوت على الحدود الفلسطينية-الأردنية.
وأبلغ الناشط الحقوقي عارف دراغمة "الأيام"، أن مجموعة من المستوطنين أقاموا خيمة استيطانية على مقربة من مساكن المواطنين في خربة احمير كمقدمة لبناء بؤرة استيطانية جديدة تبعد عن مساكن المواطنين ما يقارب 400 مترا، وذلك بعد أن أقدموا على زراعة عشرات الأشجار في ذات المكان.
وأشار دراغمة، إلى أن المستوطنين يهدفون إلى إغلاق مئات الدونمات أمام الفلسطينيين وخاصة الأراضي التي أقيمت عليها الخيمة، والتي يمتلك أصحابها الأوراق الثبوتية والمستندات الرسمية التي تؤكد ملكيتهم الشرعية والقانونية لها لدى دوائر تسجيل الأراضي.
وبين، أن خربة احمير، واحدة من الخرب التابعة لتجمع الفارسية في الأغوار الشمالية، وكانت هدفا للتدمير من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في العام 1967، وشرد الاحتلال جميع القاطنين فيها باستثناء 15 عائلة تعمل في الزراعة وتربية المواشي.
وأوضح، أن سلطات الاحتلال أعلنت معظم أراضي الخربة مناطق عسكرية مغلقة وخاصة الغربية منها، وجففت نبع مياهها الرئيسة، واستولت على معظم أراضيها، وأقامت في الجهة الشمالية منها مستوطنة "سلعيت" مطلع العام 2000.
وأضاف دراغمة: "الآن يحاول المستوطنون الاستيلاء على ما تبقى من أراضي الخربة وفق مخطط احتلالي لضم بعض المستوطنات في الأغوار الشمالية في مدينة استيطانية كبرى ستكون منطقة الفارسية بما فيها احمير الهدف الرئيس مركزها".
وأكد، أن قوات الاحتلال دمرت قبل نحو خمس سنوات جميع منشآت أهالي خربة احمير خلال شهر رمضان ثلاث مرات، وما زالت العائلات الصامدة هناك تواجه خطر التهديد بالترحيل عن أرض الآباء والأجداد.
ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية "أوتشا"، فإن العائلات البدوية في خربة احمير والتي يقدر عدد أفرادها ب 84 فردا أكثر من نصفهم من شريحة الأطفال، تواجه خطر التهجير، وهناك أوامر بانتظار تنفيذها لهدم المباني التي تملكها هذه الأسر وعددها 97 مبنى، من بينها 27 مبنى تم تمويلها من قبل جهات مانحة، وتشمل هذه المباني 25 مبنى سكنيا، و17 حظيرة للمواشي، وثمانية مبان لتخزين الأعلاف اللازمة لإطعام نحو 500 رأس من الأغنام التي تعود ملكيتها لتلك الأسر، و12 مطبخا، وثمانية أفران لخبز الطابون، و14 مرحاضا، و12 وحدة من الألواح الشمسية لتوليد الطاقة.
وأكد دراغمة، أن منطقة الفارسية الواقعة في واد المالح شرق طوباس، تواجه موجة جديدة من عمليات الاستهداف الممنهج التي تهدف بالأساس إلى ضرب الوجود الفلسطيني في مناطق الأغوار، والسيطرة الكاملة على مقدراتها.
من جهة أخرى، أفاد دراغمة، بأن طواقم إسرائيلية بدأت بعمل تمديدات سطحية أرضية بجانب الطريق المؤدية إلى خربة الساكوت على الحدود الفلسطينية-الأردنية، دون معرفة الأسباب وسط تخوف السكان من إغلاق المنطقة مجددا.


وأشار دراغمة، إلى أن الاحتلال أعلن أراضي خربة الساكوت منطقة عسكرية، وزرعها بالألغام، ودمر الآبار التي كانت تضخ المياه قبل نكسة حزيران عام 1967، ووضع يده على نحو 35 ألف دونم، ولكن في آخر 14 عاما فكك الألغام، واستولى المستوطنون على الأراضي وراحوا يزرعونها بالأعشاب الطبية.
ومضى: "إن صحوة فلسطينية قانونية بدأت قبل نحو خمس سنوات تكللت باستصدار قرار قضائي من قبل المحكمة العليا في إسرائيل في العام 2016 أعاد 3500 دونما لأصحابها، وهو ما يحتاج لإجراءات استكمالية، ومواصلة المعركة القانونية مع الاحتلال لاستعادة ما تبقى من أراضي هناك".
ورغم وجود القرار القضائي من قبل محكمة الاحتلال بإعادة الأراضي لأصحابها، يواصل جيش الاحتلال ومعه عشرات المستوطنين ممارسة المضايقات اليومية بحق أصحاب تلك الأراضي، فيمنعهم من الوصول إليها، أو يدعي أن القضية لا زالت في المحكمة، أو يختلق حجة اقتحام منطقة عسكرية وحدودية حساسة، ويحتجز الصحافيين الذين يحاولون الوصول إلى المنطقة تلك الواقعة على الشريط الشرقي وبجانب مستوطنتي "ميخولا"، و"شدموت ميخولا" واللتين تنهبان الأرض وتتنعمان بمياه عين الساكوت، وتشبهان السرطان الذي يتفشى في الجسد.
وبلغ عدد سكان خربة الساكوت قبل العام 1967، 140 نسمة حسب إحصاء عام 1961، وعملت سلطات الاحتلال على تهجيرهم مع احتلال الضفة الغربية وفرض السيطرة على المناطق الحدودية الشرقية واعتبارها مناطق عسكرية مغلقة، حيث تم هدم وتخريب العديد من المعالم والآثار في المنطقة وتهجير السكان الذين يسكنون حاليا القرى المجاورة في الأغوار مثل بردلة وعين البيضاء وكردلة.
وفي إطار المضايقات اليومية، قال دراغمة، إن أحد المستوطنين اقتحم تحت حماية جيش الاحتلال منزل المواطن قدري دراغمة في عين الحلوة بالأغوار الشمالية، ووجه تهديدات للعائلة حذرها فيها من مخاطر التوجه إلى منطقة المراعي التي تقع شرق تجمع عين الحلوة الواقع على مفرق المالح لرعي أغنامها، بذريعة أن تلك الأراضي تابعة للمستوطنات ويحظر على الفلسطينيين الوصول إليها.
وأكد دراغمة، أن هذه الاعتداءات في مناطق متفرقة من الأغوار الشمالية التي تقع على خزان ضخم من المياه، وتعتبر سلة فلسطين الغذائية، جاءت في خضم الحديث عن مخطط الضم الإسرائيلي والذي يهدد بتحويل نحو 43 قرية يعيش فيها أكثر من 110 آلاف فلسطيني غالبيتهم في الأغوار، إلى جيوب معزولة ومحاصرة من كافة الجهات بجدار الفصل العنصري.

قد يهمك ايضاً :

وفاة و755 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" في إسرائيل

جيش الاحتلال يعلن إطلاق قذيفتين من غزة باتجاه إسرائيل