الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير

نقلت وكالة الأنباء السودانية "سونا"، تصريحات لوزير خارجية السودان إبراهيم غندور، عن اللقاء الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره السوداني عمر البشير، أمس السبت، في أديس أبابا. وقال غندور، إن البشير والسيسي وجها وزيري خارجية بلديهما، ومديري الأمن والمخابرات، بعقد اجتماع عاجل لوضع خارطة طريق، تعيد العلاقة إلى مسارها الصحيح، وتحصنها في المستقبل من أي إشكاليات.

ووصف غندور اللقاء بالتاريخي، موضحا أنه يأتي بعد فترة شهدت فيها العلاقات إشكالات، وأن الرئيسين ناقشا كل القضايا التي تمثل عوائق ووضعا النقاط فوق الحروف، وطالبا بالعمل معا لتقوية العلاقات وتمتينها وأن تتجاوز كل العقبات. وذكر وزير الخارجية السوداني أن الخارطة يجب أن تتضمن حل لكل الإشكالات القائمة ونظرة مستقبلية تحقق مصلحة الشعبين، مؤكدا أن وضع الخارطة يتجزأ في المسارات الشعبية والتشريعية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ونفى أن يكون اللقاء تناول التوتر على الحدود السودانية الإريترية، مضيفا: "اللقاء تركز حول العلاقات الثنائية ولم يتطرق لأية علاقة مع دولة ثالثة". وأشار إلى عدم التزام الإعلام المصري بوقف الحملة ضد السودان، قائلا إنه بالرغم من أن هذا الموضوع تمت مناقشته في اجتماع وزيري خارجية البلدين، إلا أن الرئيسين وجها الإعلام في البلدين بالالتزام وعدم تجاوز الحدود، وأن يتعامل مع هذه العلاقة باعتبارها علاقة مقدسة ويجب ألا تخضع لأية مزايدات إعلامية.

من جانبه، وصف السفير عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان بالقاهرة، القمة المصرية السودانية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير أمس، السبت، في العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" بأنها كانت إيجابية ومهمة للغاية، مضيفاً:"لمسنا روح شفافة بين الرئيسين ستنقل العلاقات إلى مرحلة جديدة مستقبلاً ولا تنبني على العاطفة وإنما على المصالح المشتركة".

وأضاف السفير السوداني في تصريحات صحافية، بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، اليوم الأحد، أنه تم خلال القمة بحث الوضع الحالي للعلاقات الثنائية وضرورة إزالة ما مر على هذه العلاقات أخيرا، مشيرا إلى أنه تم خلال الاجتماع بحث كافة الشواغل التي طرحها الرئيس البشير. وأوضح "عبد الحليم" أن الرئيسين اتفقا على تأسيس مرحلة جديدة من علاقات البلدين الشقيقين تتأسس على الشفافية والاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.

وأكد أنه تم الاتفاق بين الرئيسين على تشكيل لجنة تضم وزيري الخارجية ورئيسي المخابرات و الأمن القومي في البلدين لوضع خارطة طريق تحدد كيفية معالجة هذه الشواغل والقضايا العالقة، منوهاً بأن هذه اللجنة ستجتمع قريباً لوضع خارطة الطريق المتوافق عليها حيّز التنفيذ.

وفيما يتعلق بالتراشق الإعلامي في البلدين خلال المرحلة الماضية، أعرب السفير السوداني عن أمله في أن يلتزم الإعلام في البلدين بالمهنية والاحترام، مضيفاً:" نأمل في أن يلتزم الإعلام في البلدين بعدم حق أجواء سالبة، والتي تسببت في أضرار كثيرة في علاقات البلدين". وأضاف أن "هناك مسؤولية مشتركة للإعلام المصري والسوداني في أن يكونا منصة انطلاق للعلاقات وفاعل رئيسي في البناء لا الهدم، ونأمل أن تكون هذه الصفحة قد طويت بعد لقاء الرئيسين وتوجيهاتهما".

وعن توقيت عودته لممارسة عملة مرة أخري في القاهرة، قال "عبد الحايم" إنه لم يتم تحديد الموعد بصورة نهائية، مشيراً إلى أن هذا الأمر تم بحثه على مستوى وزيري خارجية البلدين وعلى المستوى الرئاسي، وأنه بعد عودته إلى الخرطوم عقب انتهاء قمة الاتحاد الأفريقي سيتم تحديد موعد العودة.

والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أمس، السبت، بالرئيس السوداني عمر البشير في أديس أبابا. وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس أكد خلال اللقاء الذي اتسم بالأخوية والمصارحة والمكاشفة على خصوصية وقوة العلاقات المصرية السودانية والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين على كافة المستويات، مؤكداً مواصلة جهود تعزيز التعاون بين الدولتين، وحرص مصر على التشاور والتنسيق المتواصل مع السودان الشقيق حيال مختلف المواضيع والملفات، لاسيما في ضوء التحديات المشتركة التي يفرضها الوضع الإقليمي الراهن.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس عمر البشير أكد خلال اللقاء على ما يجمع شعبي وادي النيل من تاريخ مشترك ووحدة المصير، مؤكداً حرص بلاده على تطوير التعاون الثنائي مع مصر على كافة الأصعدة. كما عبر الرئيس السوداني عن تقديره لحرص مصر على التشاور مع السودان، مشددا على ما يعكسه ذلك من عُمق العلاقات التاريخية الخاصة التى تربط بين البلدين. وأشار الرئيس السوداني إلى أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الاقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما، بما يساهم في تحقيق مصالحهما المشتركة.

وذكر السفير بسام راضي أن اللقاء شهد نقاشا حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل الدفع قدماً بالتعاون بين البلدين، حيث اتفق الرئيسان على تشكيل لجنة وزارية بين الجانبين للتعامل مع كافة القضايا الثنائية وتجاوز جميع العقبات التي قد تواجهها. كما أكد الرئيسان أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة المقبلة والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات فى كافة جوانبها وتحقق نقلة نوعية تلبي طموحات الشعبين الشقيقين.

وتشهد العلاقات بين السودان ومصر توترا، ومشاحنات في وسائل الإعلام، على خلفية عدة قضايا خلافية، أهمها مفاوضات "سد النهضة"، والنزاع حول المثلث الحدودي في حلايب وشلاتين المستمر منذ سنوات.