جامعة القدس

منحت جامعة القدس، اليوم الثلاثاء، الرئيس الهندي برناب موكرجي، شهادة الدكتوراة الفخرية في الفلسفة.

جاء ذلك خلال زيارة الرئيس الهندي مقر الجامعة في بلدة أبو ديس، برفقة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ومحافظ القدس عدنان الحسيني، ورئيس جامعة القدس عماد أبو كشك، ورئيس مجلس أمناء الجامعة احمد قريع، ووزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم.

وقال الحمد الله: إن 'العالم بأسره مطالب اليوم بإلزام إسرائيل بوقف الاعتداءات الدموية التي تتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنها، فهي لم تردع يوماً اعتداءات المستوطنين، ولم تعاقبهم أو تحاسبهم، وهي تشجع جيشها على استخدام الرصاص الحي ضد أبناء شعب فلسطين الأبرياء والعزل، سيما الأطفال'.

وأضاف 'نستقبلكم اليوم على مقربة من القدس، التي تتعرض لأبشع مخططات الاقتلاع والتهجير، ويواجه أهلها القتل المتعمد والإعدام الميدانيّ والجماعيّ، ليس لشيء سوى أنهم فلسطينيون مقدسيون صامدون على أرضهم'.

وشدد الحمد الله على أن التصعيد الإسرائيليّ الخطير وغير المسبوق، يستدعي تحرك الهند، وكل قوى المجتمع الدوليّ، لمحاسبة إسرائيل وتوفير الحماية الدولية العاجلة لأبناء شعب فلسطين العزل، وتمكين الفلسطينيين من العيش بحرية وأمان على أرض وطنهم.

وقال إن فلسطين والهند جذّرتا معا عبر التاريخ علاقات مميزة ووطيدة، وكانت الهند داعماً ثابتاً لحق الفلسطينيين في إقامة الدولة في مختلف المحافل الدولية، وأظهرت تضامنا شعبيا واسعا ومتناميا مع القضية الوطنية الفلسطينية العادلة وكانت من أوائل الدول التي سارعت إلى الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا لشعب فلسطين'.

وأضاف: 'نتطلع اليوم إلى الدور الإقليمي والدولي المميز الذي يمكن للهند أن تمارسه، لإحلال السلام وإنهاء أطول ظلم واحتلال عسكري عرفه التاريخ الحديث، وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية، وغزة والأغوار في قلبها'.

وأوضح الحمد الله أن الدعم السياسي والتمويل الذي تقدمه الهند لفلسطين، لا يشمل فقط دعم موازنة الدولة، بل وبناء القدرات وتطوير المؤسسات، والمساهمة في تلبية احتياجات شعب فلسطين، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من الاضطلاع بمسؤولياتِها، مشيدا في هذا السياق بدعم الهند لإنشاء مركز الهند-فلسطين للتميز في جامعة القدس، ومدرسة جواهر لال نهرو الثانوية للبنين في أبو ديس.

وأكد أن هذه الزيارة التاريخية والهامة لفلسطين، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة، إنما تدل على التزام الهند الثابت والراسخ بدعم قضية فلسطين الوطنية العادلة، والحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف، والذي تجلى مؤخراً بوضوح في تصويت الهند لصالح قرار رفع علم دولة فلسطين على مقرات الأمم المتحدة.

وقدّم الحمد الله، شكره نيابة عن الرئيس محمود عباس، وشعب فلسطين، للرئيس الهندي على زيارته التاريخية لفلسطين، متمنيا للشعب الهندي الصديق دوام التقدم والرفعة والرخاء.

بدوره، شكر الرئيس الهندي رئيس الجامعة واعضاء الهيئة التدريسية على تكريمها، معربا عن تأثره بهذه المبادرة التي وصفها بالمرموقة.

وقال إن بلاده كانت في طليعة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية وصوتت ضد تقسيم فلسطين في 1947، واعترفت عام 1974 بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، كما واعترفت بالدولة الفلسطينية عام 1988.

وأشار إلى أن زيارته إلى فلسطين هي الأولى لرئيس هندي، والتي تعكس اهتمام الهند البالغ بتعميق العلاقات التاريخية بين البلدين، مؤكدا تضامن الهند مع الشعب الفلسطيني ودعمها المبدئي للقضية الفلسطينية.

ولفت إلى أن الهند تسعى لتوسيع الروابط الاقتصادية بين البلدين وفقا لخطة الحكومة الهندية 'اصنع في الهند'، مؤكدا اهتمامها بنشر التعليم، ونوه إلى تخرج 12 ألف طالب فلسطيني من الجامعات الهندية.

وأعلن الرئيس الهندي أن حكومة بلاده قررت رفع عدد المنح الدراسية السنوية إلى 25 منحة، وانشاء كرسي الهند الاكاديمي في جامعة القدس، كما أعلن ان الحكومة زادت منح برنامج التعاون الاقتصادي التقني الهندي من 25 الى 100 منحة سنوية، وتجهيز سبعة مراكز للتدريب المهني في فلسطين.

ومن جهته، قال قريع إن زيارة الرئيس الهندي تاريخية، خاصة في الوقت التي تستخدم فيه اسرائيل السلاح ضد المدنيين من ابناء شعبنا وتهدم المنازل، وتنتهك حرمات الاماكن الدينية المقدسة الاسلامية والمســــــيحية.

ومن جانبه، قال أبو كشك إن الجامعة فخورة بمنح الرئيس الهندي الدكتوراة الفخرية ، مشيرا الى موقف الهند الداعم للقضية الفلسطينية والمتمثلة باعترافها بدولة فلسطين والتصويت لصالحها في الامم المتحدة، معتبرا ان توقيت الزيارة رسالة واضحة لموقف الهند الداعم لقضيتنا.

وفي ختام الزيارة، افتتح رئيس الوزراء الحمد لله، والرئيس الهندي، المركز الفلسطيني الهندي للتميز في تكنولوجيا المعلومات في جامعة القدس، والممول من الحكومة الهندية.