نجاة طفل من الموت إثر انهيار جزء من منزل عائلته

نجا الطفل ريان فادي ابو دقة، خمسة أعوام، من موت محقق عندما انهار جزء من منزل عائلته الذي دمرته قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال الحرب الأخير على قطاع غزة.

 وأكد والد الطفل 'لـوفا' أن عناية الله حالت دون وقوع حدوث كارثة لتصبح مصيبته مصيبتين، عندما انهار جزء من أحد أركان المنزل القريبة من الخيمة التي باتت تأوي عائلته بعد تدمير منزلها المكون من طابقين.

ونوّه أبو دقة ان غزارة الأمطار أدت الى انهيار كافة الخيام التي تم اقامتها كمأوى مؤقت لأصحاب المنازل المدمرة في منطقة الفراحين التي كان لها نصيب من العدوان الاسرائيلي الذي ركز على تدمير المنازل ليترك أصحابها دون مأوى.

وبين ان مأساة اصحاب المنازل المدمرة لم تتوقف عند حد فقدانهم لمنازلهم، بل ان الركام بات يهدد حياة أطفالهم الذين يحاولون ان يلهون في محيط الخيام التي لا تقيهم برد الشتاء، ولا حر الصيف على حد قوله.

وتابع ابو دقة كنا نتوقع ان تقينا الخيام من المطر ولكننا فوجئنا بأنها لا تصلح لشيء، وحاولنا ان نغطيها بالنايلون ولكن دون جدوى في ظل الأمطار الغزيرة والرياح التي وصلت سرعتها إلى أكثر من 80 مترا في الساعة.

واكدت سحر أبو دقة والدة الطفل وهي تحتضن نجلها الذي يرتجف خوفا بعد ان تم انتشاله بأعجوبة من تحت أحد أعمدة باطون منزلهم، انها لم تصدق ان ابنها سيبقى على قيد الحياة , ولكن تدخل عناية الله كانت أقوى من كل شيء.

وأعربت أبو دقة عن أملها بأن تشكل حادثة ابنها صرخة لكل ذوي القلوب الرحيمة ومن يقع على عاتقهم مسؤولية اعادة الاعمار بأن يضعوا حدأ لمعاناتهم، ومعاناة أطفالهم الذين ليس لهم ذنب بأن يعيشوا مشردين.

وناشدت أبو دقة كافة المعنيين بضرورة وضع حد لمعاناتهم التي لا تنتهي الا بإعادة بناء منازلهم على حد تعبيرها، لأن لكل فصل من فصول السنة أعباءه التي لا تتلاءم مع ظروف حياتهم في الخيام المقامة بجوار ركام منازلهم  التي  باتت تشكل مأوى للحشرات والزواحف  والكلاب الضالة التي قد تهدد حياتهم مع قدوم فصل الصيف، خاصة ونحن نقطن في منطقة حدودية .

ولم تكن (الكرفانات) التي يتم إقامتها في المنطقة لبعض الأسر أفضل حالا من الخيام ، حيث لم تصمد كثيرا أمام الأحوال الجوية التي سادت خلال الأسبوع الماضي.

وأدت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت الى انهيار عدد من (الكرفانات)، التي كان أصحابها ينتظرون تشطيبها على أحر من الجمر ليعوضوا انفسهم عن جزء من الدفء الذي كانوا ينعمون به في منازلهم قبل ان يتم تدميرها.

وأشار أبو دقة بيده إلى أحد (الكرفانات ) التي انهارت قبل ان يقطنها أصحابها جراء الأمطار الغزيرة التي جرفت الرمال من تحتها وهوت على الأرض .

أمّا صاحب الكرفانة الخميني قديح فلم يصدق عندما جاء في الصباح الباكر ليتفقدها، فوجدها قد انتهار وهوت على الارض قبل ان يقطنها, الأمر الذي جعل أمله يتضاءل بأن يلتم شمله مع أطفاله ولو بشكل مؤقت .

وقال: قديح 'لـوفا' بصوت يملؤه الحزن 'رضينا بالهم والهم ما رضي فينا 'بعد ان كنا نقطن في منزل من الباطون على مساحة 180 متر، أصبحنا ننتظر كرفانة من الخشب وسقفها من الزينكو لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة خاصة ونحن نقطن في منطقة حدودية عرضة لإطلاق النار.

وأشار قديح بيده الى أحد المواقع العسكرية التي تبعد أقل من 400 متر عن منزله، وقال: كان أطفالي يرتجفون خوفا كل صباح ومساء عندما يطلق جنود الموقع النار بشكل عشوائي على المنطقة، متسائلا عن حالهم بعد أن يقيموا في الكرفانة التي لا تكاد تحميهم من المطر.

 وأعرب أبو قديح عن أمله بأن لا يستمر حالهم كثيرا ويتم إعادة بناء منازلهم خلال الأيام القليلة القادمة حتى لا يكون هناك ضحايا، بالأمس نجا طفل وقبل أيام استشهد طفل في مراكز الايواء في بيت حانون، والغائب أعظم