الإحتفالات السنوية ليهود تونس

بدأت اليوم الثلاثاء في جزيرة جربة التونسية الإحتفالات السنوية ليهود تونس وسط إجراءات أمنية أشرف عليها وزير الداخلية لطفي بن جدو.
وتتواصل هذه الإحتفالات حتى الثامن عشر من الشهر الجاري بمشاركة المئات من اليهود الذين بدأوا بالتوافد على جزيرة "جربة" التونسية، للمشاركة في هذه الشعائر الدينية السنوية التي تقام في كنيس "الغريبة".
وتوقع بيريز الطرابلسي رئيس الطائفة اليهودية في جزيرة "جربة" التونسية في تصريحات للصحافيين أن يشارك في هذه الإحتفالات أكثر من ألف يهودي تونسي مقيم بتونس وفي بعض الدول الأوروبية.
وكانت تقارير إعلامية أشارت في وقت سابق إلى أن طائرة على متنها نحو 200 يهودي حطت الأحد الماضي في مطار جربة الدولي ،حيث يرجح أن يتواصل تدفق اليهود على جزيرة "جربة" الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر جنوب شرق تونس العاصمة.
ودأب يهود تونس على تنظيم هذه الإحتفالات سنويا بمشاركة المئات من اليهود التونسيين المقيمين داخل تونس، وفي عدد من الدول الأخرى، منها فرنسا وإيطاليا، كما شارك فيها خلال سنوات ماضية عدد من اليهود القادمين إسرائيل.
ويستقطب كنيس " الغربية" سنويا آلاف السياح والزائرين يهودا وغير يهود الذين يزورنه للمشاركة في الإحتفالات الدينية، ولرؤية واحدة من أقدم نسخ التوراة في العالم التي يقال إنها توجد بداخله.
وكانت الطائفة اليهودية في جزيرة "جربة" التونسية، قد ألغت هذه الإحتفالات السنوية خلال العامين الماضيين بسبب "الأوضاع التي مرت بها تونس في أعقاب الثورة"، وذلك في إشارة إلى ثورة 14 كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس التونسي السابق بن علي.
وتتم هذه الإحتفالات في ظل حماية أمنية مشددة، وتساهم في فعالياتها وزارة السياحة التونسية ،بإعتبارها شكلا من أشكال التنشيط السياحي لجزيرة "جربة" التي تحظى بشهرة كبيرة على الصعيد العالمي.
وتتطلع السلطات التونسية إلى نجاح هذه الإحتفالات ،حيث أكثرت خلال الأسابيع الماضية من توجيه رسائل طمأنة لليهود في الجزيرة، وذلك على لسان الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي،ورئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي.
غير أن هذه التطمينات لم تبدد المخاوف حول نجاح الإحتفالات السنوية، لاسيما وأنها تأتي في أجواء مازالت مشحونة نسبيا بسبب تزامنها مع إحتدام الجدل في تونس حول مسألة التطبيع مع إسرائيل.
ويقدر عدد أفراد الجالية اليهودية في تونس حاليا بنحو ألفي شخص فقط، موزعين على جربة وتونس العاصمة وبعض المدن الأخرى ،علما بأن الجالية اليهودية كانت تعد واحدة من أكبر الجاليات اليهودية في المنطقة العربية، غير أن عدد أفرادها تراجع على مر السنين.
يشار إلى أن كنيس"الغريبة" بجزيرة جربة التونسية الذي يعتبر أحد أقدم المعابد اليهودية في إفريقيا،كان قد تعرض إلى هجوم في 11 نيسان من العام 2002 أسفر عن مقتل 21 شخصا (14 سائحا ألمانيا و5 تونسيين وفرنسيان).