طرد عدد من منتسبي اللواء 30 (لواء حمزة) في محافظة "إب"، وسط اليمن، قائدهم الجديد الذي عيَّنه أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس السابق. وكان العميد ركن أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس اليمني السابق، عيَّن صالح الحليسي قائدًا جديدًا للواء 30، دون الرجوع إلى وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد، وهو ما أثار غضب بعض منتسبي اللواء، بحسب وسائل إعلام محلية. وقالت وسائل إعلام، اليوم الثلاثاء، إن صالح الذي يقوم فعليا بمهام قائد الحرس الجمهوري رغم إقالته، عيَّن الحليسي، بعد أن ظل اللواء (30) بالمحافظة بدون قائد منذ أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، عقب انتفاضة للجنود ضد قائدهم السابق العميد أحمد صالح شملان، وطرده بتهمة الفساد. وقال الصحفي علي الفقة، رئيس تحرير صحيفة "المصدر" المحلية، لمراسل "الأناضول"، إن ظهور نجل الرئيس السابق بهذا الشكل "محاولة للضغط على الحكومة الجديدة للحصول على أكبر قدر من المكاسب". وأضاف أن هذا الظهور "يأتي بغرض استغلال فرصة انشغال الأطراف المختلفة بمؤتمر الحوار الوطني لترتيب المشهد الجديد، وإيصال رسالة للرئيس الحالي، عبد ربه منصور هادي، بأنه ليس سهلاً تجاوز نجل الرئيس السابق، وأن الأخير لا يزال طرفًا فاعلاً قادرًا على مواصلة الفعل والتأثير". وعن مدى شرعية خطوة التعيين، قال الفقة إن أحمد علي عبد الله صالح "يواصل دوره في الحرس الجمهوري ما دامت قرارات هيكلة الجيش لم تستكمل، ولم يتم تعيين بديل له في قيادة الحرس الجمهوري". ووضع الرئيس اليمني الحالي خطة لإنهاء سيطرة عدد من الموالين للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، على مراكز هامة بالجيش، في إطار ما كانت تنادي به الثورة الشعبية التي أطاحت بالأخير العام الماضي.وأصدر هادي قرارًا بإقالة نجل الرئيس السابق أحمد علي عبد الله صالح من منصبه كقائد للحرس الجمهوري ضمن قرار بإعادة هيكلة الجيش وإعادة انتشار القوات المسلحة. وأعلن نجل صالح حينها أنه ملتزم بكل قرارات الرئيس الجديد، ولكنه ظل، بشكل غير مباشر، يدير بعض الموالين لنظام والده داخل وحدات قوات الحرس الجمهوري. ورأى المحلل السياسي اليمني، نبيل البكير، أن هذا الظهور "محاولة لإرباك المشهد السياسي، خاصة وأنه يأتي بعد يوم من انطلاق فعاليات مؤتمر الحوار الوطني". واعتبر البكير، الذي يرأس مركز "مقاربات" للدراسات، أن صالح وبقايا نظامه "ما زالوا يملكون الأوراق القوية والنفوذ في بعض وحدات الجيش، خاصة قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى بعض المواجهات العسكرية إذا لم يتم التعامل مع نجل صالح بحزم". ولفت الكاتب إلى أن المشهد السياسي اليوم "يمر بحالة حرجة وغير قادر على مواجهات داخلية ذات طابع عسكري". وانطلقت، صباح أمس الإثنين، في العاصمة اليمنية صنعاء، أعمال الحوار الوطني الشامل الذي يبحث عدة ملفات شائكة مثل وضع دستور جديد للبلاد، ودعوات الانفصال في جنوب اليمن، وإصلاح القضاء والحكم المحلي، برعاية الأمم المتحدة، وتحت إشراف الرئيس اليمني، وبمشاركة 565 ممثلاً لمختلف القوى السياسية اليمنية، ومقاطعة بعض فصائل الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، وانسحاب عدد من الشخصيات البارزة.