أقامت إحدى العائلات التونسية في مدينة المهدية وسط البلاد مراسم عزاء لأحد أبنائها، البالغ من العمر 26 عامًا، الذي توفي في سورية، الخميس الماضي، بعد أن ذهب لطلب "الجهاد" فيها. وأكد أحد المقربين من العائلة أن الشاب التونسي هو أحد خريجي كلية الهندسة، وأنه قد غادر تونس منذ شهرين، قبل أن يلتحق بشبكات "الجهاد" في سورية، حيث قتل في الاشتباكات الطاحنة الدائرة هناك. هذا، وقد أكد الخبير التونسي المختص في الحركات الجهادية علية علاني، على وجود أكثر من 500 مجاهد تونسي في سورية ومالي، ما بين طلبة أوعاطلين عن العمل، مشيرًا إلى أن سبب انتشار الفكر الجهادي بين شباب تونس يعود إلى عدم سيطرة وزارة الشؤون الدينية على بعض المساجد، التي أصبحت تحت إشراف السلفيين الجهاديين، مما سمح لبعض الأئمة بتجييش الشباب للجهاد في سورية وفي مالي. وأضاف علاني قائلاً "إن عددهم لا يقل في سورية عن 400 مجاهد، إلى جانب 100 آخرين موزعين بين مالي والشيشان والعراق وأفغانستان و دول أخرى". وأكد علاني أن "أغلب هؤلاء الشباب يسافرون دون إعلام أهاليهم، والكثير من التقارير تفيد بأنهم يساقون إلى مقدمة المعارك الحربية، ليكونوا وقودًا لهذه الحرب"، داعيًا الحكومة التونسية إلى أن تتدارك أخطاءها السابقة، وأن تقوم بمراجعة فكرية وإعادة تأهيل لهؤلاء الجهاديين التونسيين لدى عودتهم إلى وطنهم، للتأكد من أنهم لا يُمثلون دعمًا للخلايا الجهادية النائمة في البلاد.