الرئيس فلاديمير بوتين

أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التعامل الأوروبي مع اللاجئين، مشيرًا إلى قضية اغتصاب أحد الأطفال في النمسا، ووصفها بأنها انتهاك للقيم الوطنية. وحاول الرئيس الروسي الاحتفاظ بهدوئه في التعامل مع أزمة اللاجئين في أوروبا، إلا أنه على ما يبدو تحدث بعدما صار متأكدًا من الفشل الأوروبي في التعامل معها، قائلًا إن "القارة التي لا تستطع حماية أبنائها لا مستقبل لها".

وتأتي تصريحات بوتين بعد القضية التي أثيرت الأسبوع الماضي، بشأن اغتصاب أحد المهاجرين العراقيين، ويدعى أمير، 20 عامًا، لطفل لم يتعد العاشرة من عمره، في أحد حمامات السباحة في قلب العاصمة النمساوية فيينا، وكان المتهم برر فعلته بالقول أنه اضطر لذلك، نظرًا لأنه لم يمارس الجنس منذ أربعة أشهر. وأضافت الصحيفة أن الجلسة الثانية لمحاكمة الشاب العراقي ستتم في العام المقبل، ولكن من المتوقع أن يبقى محتجزًا في السجن حتى ذلك الحين.

وشنّ الرئيس الروسي، خلال مؤتمر صحافي هذا الأسبوع، انتقادات لاذعة لسياسية المهاجرين في أوروبا، مستشهدًا بتلك القضية، والتي كان ضحيتها طفل ينتمي إلى أسرة صربية تعيش في النمسا. وقال "في بلد أوروبي... يغتصب طفل من قبل أحد المهاجرين، ثم لا تتم إدانته حتى الان ... ربما لا أستطيع أن أدرك ماذا يدور برؤوسهم، ربما لا يمكنني شرح المنطق وراء موقفهم، وهل لديهم إحساسًا بالذنب تجاه المهاجرين؟؟ الأمر لا يبدو واضحًا على الإطلاق بالنسبة لي".

وأضاف أن هذه القضية تعكس حالة من الانحلال في القيم الوطنية، مضيفًا أن المجتمع الذي يفشل في الدفاع عن أبناءه ليس له مستقبل، ويبدو أن كلمات بوتين استهدفت الضرب على وتر حساس للغاية، لا سيما وأن الرئيس السوري يتمتع بشعبية كبيرة بين الصرب. وكان الطفل الصربي يعيش في النمسا بصحبة والدته، حيث أنها دفعت من أجل تشترك له في أحد حمامات السباحة، حيث تم اغتصابه هناك، موضحة أن الطفل قد أصيب إصابة بالغة أدت إلى علاجه في المستشفى.

وأدت القضية إلى حالة من الاستقطاب المجتمعي في النمسا بين مؤيدي سياسة قبول اللاجئين والرافضين لها، والذين انقسموا من قبل حول التصويت في الانتخابات المقبلة، لصالح مرشح حزب الخضر اليساري، أو المرشح اليميني المتطرف.

ولم تكن تعليقات بوتين الموقف الأول لمعارضة الكيفية التي تتعامل بها أوروبا مع أزمة اللاجئين، حيث سبق لرئيس دائرة الهجرة الاتحادية الروسية كونستانتين رومدانوفسكي، اتهام دول الاتحاد الأوروبي بتجاهل الاختلافات الثقافية، التي ستؤدي إلى العديد من الاحتكاكات داخل المجتمعات الأوروبية.

وأضاف أن "التعددية الثقافية فشلت لأن أوروبا لم تشكل استراتيجية موحدة لإدماج اللاجئين في المجتمع الغربي، وسمحت المفوضية الأوروبية للدول مسألة تقرير كيفية التعامل مع اللاجئين بشكل منفرد، وهو الأمر الذي تسبب في الأزمة الراهنة".