ايه الله الخمانئي المرشد الاعلى لايران

دافع المرشد الاعلى لإيران آية الله خامنئي بقوة عن برنامج الصواريخ الايرانية في ظل تزايد المخاوف بين أعضاء مجلس الأمن الدولي. وأوضح في كلمة القاها خامنئي البالغ من العمر 76 عاما والذي يعتبر القائد العام للقوات المسلحة في البلاد، أن "طهران ستفقد نفوذها في المفاوضات مع القوى الكبرى في العالم لو أنها تخلت عن برنامجها الصاروخي"، مؤكداً أن " هذا الوقت هو لكل من الصواريخ والمفاوضات."

وقال: " اذا سعينا الى التكنولوجيا والمفاوضات بدون أن تملك قوة دفاعية فلا بد أن تتراجع في مواجهة أي بلد تافه يهددها." ومعروف أن رجل الدين هذا يمتلك الكلمة الاخيرة في كل أمور الدولة.

وألقى خامنئي كلمته أمام عدد من رجال الدين في طهران بعد يوم من تقديم الولايات المتحدة وحلفائها رسالة في مجلس الأمن يحذرون فيها من التجارب الصاروخية الأخيرة في ايران، والتي تعتبر تحدياً لقرار مجلس الامن بتبني الاتفاق النووي العام الماضي.
 
ولفتت الرسالة الى ان "الصورايخ الايرانية قادرة على حمل أسلحة نووية"، واعتبرت أن "الاختبارات الصاروخية انتهكت الاتفاق نفسه، مما سيكون له انعكاسات خطيرة على تنفيذه"، الا أن روسيا ابدت خلافا حول الخطوط الأساسية التي جاءت في الرسالة.

ووبخ خامنئي في نفس الخطاب النقاد الداخليين، ووجه كلامه لهم قائلا " للذين يقولون أن "مستقبل العالم في المفاوضات وليس في الصواريخ، أقول لهم انكم اذا كنتم تقولون هذا عن جهل فسنعتبره جهلاً، ولكن اذا كنتم تقولون ذلك عن علم فهذه خيانة."
 
وأشار بكلامه هذا الى تغريدة لرئيس مجلس المصالح الخاصة في البلاد اية الله هاشمي رفسنجاني " ان مستقبل العالم في المفاوضات وليس في الصواريخ." وكان الرجلان على خلاف في السنوات الاخيرة حول العديد من القضايا الداخلية والخارجية، ولم يسمح لرفسنجاني بخوض الانتخابات الرئاسية في عام 2013، ويقضى أحد ابنائه ويدعى مهدي حكما بالسجن بتهمة الفساد، ومع ذلك فقد حاز هاشمي على أعلى أصوات في انتخابات مجلى الخبراء المسؤول عن تعيين المرشد الاعلى الجديد.
 
وأضاف خامنئي " يجب أن تستخدم الجمهورية كل الادوات، انا لا أعارض الحوار السياسي، وليس مع الجميع، وأريد حوار سياسي على مستوى القضايا العالمية، ولكن هذه الاوقات لكلا الصواريخ والمفاوضات."

وكان "الحرس الثوري" الايراني أعلن الشهر الماضي، أنه اختبر بنجاح صاروخين بالستيين هما "القدر أتش" و"القدر أف"، وذلك خلال تدريبات واسعة النطاق، وأفادت وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري، أن الصواريخ حملت رسالة بالعربية مكتوبا عليها: "يجب أن تختفي اسرائيل من صفحة الزمن".
 
وتصرُّ ايران على تطوير برنامجها الصاروخي لأغراض دفاعية وليس له علاقة مع برنامجها النووي، ولم تدرج هذه المسألة كجزء من المفاوضات التي استمرت لمدة عامين وانتهت بتوقيع اتفاق نووي في تموز/يوليو الماضي في فيينا، وبالتالي ستبقى هذه القضية محل خلاف على الرغم من التقدم على صعيد الملف النووي.
 
وفرضت أميركا عقوبات جديدة على مجموعتين ايرانيتين تعتقد أنهما تساهمان في البرنامج الصاروخي للبلاد. ومنذ بداية المحادثات النووية قاومت ايران كل الجهود التي بذلها الغرب لضم البرنامج الصاروخي كجزء من المفاوضات قائلة: ان "هذه مسألة عسكرية ذات صلة بالدولة وخارجة عن اختصاص الوكالة الدولة للطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة النووية".