علماء صينيون يحاولون تصنيع أجنة بشرية معدلة وراثيًا تقاوم فيروس "الإيدز"

أجرى علماء صينيون محاولة لتعديل أجنة بشرية لجعلها أكثر مقاومة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. وشملت الدراسة مجموعة تزيد عن 200 جنين بشري حيث تم تعديل الحمض النووي الخاص بهم من خلال إضافة "جين" يحميهم من الإصابة بالفيروس.

 وكتب الباحثون في دراستهم أن" الغرض من هذه الدراسة هو تقييم التكنولوجيا وإرساء مبادئ لإدخال تعديلات جينية دقيقة في الأجنة البشرية في مراحلها المبكرة، ونحن ندعم منع إجراء أي تعديل جيني بشري إلا بعد إجراء التقييمات والمناقشة الدقيقة والشاملة من قبل البحوث العالمية والمجتمعات المهنية".

وأفاد يونغ فان ناشر التقرير والباحث في جامعة قوانغتشو الطبية لمجلة MIT Technology Review "  أنه "هناك توقع بإمكانية تصنيع إنسان معدل وراثيا، ونعتقد أنه من الضروري الحفاظ على تطوير وتحسين تكنولوجيا التعديل الوراثي الدقيقة في البشر لتوفير حلول للأمراض الجينية".

وحاول العلماء الصينيون جعل الأجنة البشرية تقاوم فيروس نقص المناعة عن طريق تعديل جين يسمى CCR5 إلا أنهم لم ينجحوا في النهاية في فعل ذلك، وبعض الناس لديهم نسخة من جين CCR5 تجعلهم في مأمن من فيروس نقص المناعة لأنهم لا ينتجون البروتين الذي يعتمد عليه هذا الفيروس فى النمو. وبيّن شياو جيانغ لي عالم الأعصاب في جامعة ايموري في اتلانتا جورجيا " أنه لا يزال هناك الكثير من الصعوبات التقنية لتعديل خلايا الأجنة البشرية بدقة".

وأعطت المنظمة البريطانية للخصوبة البشرية وعلم الأجنة في فبراير/ شباط الضوء الأخضر للبدء في اختبارات الأجنة المعدلة وراثيا لتصبح أول هيئة في العالم الغربي تقوم بذلك، ومنح العلماء بقيادة الدكتورة كاثي نياكان في معهد فرانسيس كريك في لندن ترخيص لقص ولصق الحمض النووي للأجنة التي تم التبرع بها في إطار عمليات الإجهاض.

ولفت الدكتور ديفيد كينغ مدير مجموعة Human Genetics Alert إلى أن " هذا البحث سيسمح للعلماء بصقل تقنيات لتخليق أجنة معدلة وراثيا، ويدعم العديد من المستشارين الحكوميين العلميين هذه التجربة، وتعد هذه الخطوة الأولى في تصنيع أطفال معدلين وراثيا ومستقبل علم تحسين النسل".

وذكر بيان صادر عن منظمة HFEA " وافقت اللجنة على منح ترخيص بناء على طلب الدكتورة كاثي من معهد فرانسيس كريك لتجديد رخصة مختبرها ليشمل تجربة تعديل الأجنة، وأضافت اللجنة شرط للترخيص  يتعلق بعدم إجراء أي بحث باستخدام التعديل الجيني حتى يلقى البحث موافقة أخلاقية، وبالنسبة للأجنة المستخدمة في البحث فإنه من غير القانوني نقلهم إلى إمرأة لتلقي العلاج".

وأعلن فريق طبي صيني في أبريل/ نيسان الماضي أول محاولة لاستخدام جين Cas9 لتعديل الحمض النووي للأجنة البشرية، وأراد فريق من 16 باحثا من جامعة "صن يات سين" في غوانغتشو معرفة ما إذا كان يمكن تصحيح الخلل الجيني وراء إضطرابات الدم المعروفة باسم beta-thalassaemia.