دراسة تكشف عن تكيف بعوض لندن الذي يعيش تحت الأرض مع البيئة الجوفية

كشفت دراسة جديدة أن البشر هم السبب في التطور السريع وظهور أنواع جديدة من النباتات والحيوانات، وبينت الدراسة التي قامت بها جامعة كوبنهاغن أمثلة عديدة من أنواع جديدة نتجت بسبب الإنسان حيث أدت الأنشطة البشرية إلى إدخال أنواع جديدة، وتتم هذه العملية بمحض الصدفة من خلال ظهور النظم البيئية الجديدة مثل البيئات الحضرية أو من خلال تربية النباتات والمحاصيل، كما أن الانتقاء غير الطبيعي الذي يسببه الصيد يمكن أن يؤدي إلى صفات جديدة ناشئة في الحيوانات والتي يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى أنواع جديدة، كما أن النقل المتعمد أو غير المقصود  للأنواع يمكن أن يؤدي إلى التهجين مع الأنواع الأخرى، ما يعني ظهور أنواع نباتية جديدة في أوروبا عن الأنواع الموثق انقراضها، ومن أمثلة هذه الحيوانات بعوض لندن تحت الأرض، حيث تكيف البعوض مع بيئة نظام السكك الحديدية تحت الأرض في لندن وأنشأ عدد سكان في هذه البيئة الجوفية، ولا يمكن لبعوض لندن تحت الأرض أن يتم تهجينه مع البعوض الذي يعيش فوق الأرض حيث أصبح نوع جديد، إلا أن هذا لا يعني أن الأنشطة الإنسانية تفيد التنوع العالمي بقدر ما تلحق الأذى به وفقا لما ذكره الباحثون.

وأفاد المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور جوزيف بول أن مصطلح إنشاء الأنواع الجديدة بشكل اصطناعي من خلال الأنشطة البشرية من غير المحتمل أن يثير الشعور بإمكانية تعويض الخسائر للأنواع الطبيعية، ويعتبر الناس أن هذا احتمالا صعبا في عالم البيولوجيا، ونرى أيضا أمثلة من أن التدخين يؤدي إلى أنواع جديدة، ووفقا لدراسة جديدة على الأقل هناك 6 من المحاصيل الزراعية الأربعين الأكثر أهمية في العالم تعتبر جديدة كليًا".

 وأوضحت الدراسة أنَّه على الرغم من أنه ليس من الممكن بالضبط تحديد عدد الأنواع الناتجة من خلال الأنشطة البشرية إلا أنَّ التأثير يحتمل أن يكون كبيرًا، وأضاف البروفيسور مارتين مارون من جامعة كوينزلاند " في هذا السياق يصبح عدد الأنواع مقياس غير مُرضي للاتجاهات المحافظة لأنه لا يعكس العديد من الجوانب الهامة للتنوع البيولوجي، ولا يعتبر تحقيق نتيجة محايدة لأعداد الأنواع أمر مقبول إذا كانت الحيوانات البرية ضد الأنواع المدجنة متجانسة نسبيا، ومع ذلك يعد النظر إلى أنواع جديدة بجانب الانقراض أمر جيد في تطوير فهم أفضل لتأثيرنا على التنوع البيولوجي العالمي، ونحن ندعو لإجراء مناقشة حول ما نحن كمجتمع نريد الحفاظ عليه عن الطبيعة".

وحذَّر الباحثون من أن معدلات الانقراض الحالية ربما تؤدي قريبًا إلى الفترة السادية من الانقراض الجماعي،  وتشير التقديرات منذ العصر الجليدي الأخير أي منذ 11.500 عاما إلى انقراض 255 نوع من الثدييات و523 نوع من الطيور بسبب النشاط البشري، وفي الفترة نفسها أعاد البشر توطين نحو 900 نوع معروف وقاموا بتربية واستئناس 470 حيوان ونحو 270 نوع من النباتات.