السيارات ذاتية القيادة

كشفت أبحاث جديدة، أن السيارات ذاتية القيادة ستكون قادرة قريبًا على إصدار أحكام مفاجئة للحياة أو الموت عند اتخاذ قرار بشأن من يتم إنقاذه في حال وقع حادث تصادم، إذ أثار الاندفاع الزائد نحو قيادة السيارات الآلية أسئلة حول ما إذا كانت قادرة على اتخاذ قرارات إنسانية، مثل سائقي السيارات.

وأظهرت الدراسة الألمانية لأول مرة أن الأخلاق البشرية يمكن تطبيقها على الأجهزة الإلكترونية، وهذه النتائج سيكون لها آثار كبيرة على إدارة المشكلات التي قد تواجه السيارات بدون سائق على الطريق، وأطلق باحثون من معهد العلوم المعرفية في جامعة أوسنابروك، تقنية حديثة بالسيارات الذاتية القيادة تستند إلى وضع مجموعة متنوعة من الكائنات الحية والأشياء بترتيب معين، واختيار البقاء على قيد الحياة للأولوية في الترتيب، ومن شأن هذه العملية أن تمكن السيارات الآلية من ضمان سلامة السائق والمشاة، وخاصة الأطفال، على حساب الحيوانات أو الكائنات الحية في حالة وقوع حادث لا مفر منه، وهذا يعني أن السيارة تستند إلى نسخة من الأخلاقيات القائمة لضمان السلامة والأمان.

وقال المؤلف الرئيسي للبحث، البروفسور بيتر كونيج، بشأن النتائج التي نشرت الأربعاء، في مجلة فرونتيرز المتخصّصة في علم الأعصاب السلوكي، إنّه "الآن نحن نعرف كيفية تطبيق القرارات الأخلاقية الإنسانية بالآلات، لكننا مازلنا نواجه مشكلتان، الأولى هي انه يتعين علينا أن نقرر ما إذا كان ينبغي إدراج القيم الأخلاقية في المبادئ التوجيهية لسلوك الجهاز، الثانية إذا كان يتعين على الآلات أن تعمل تمامًا مثل البشر؟"

واستخدم العلماء تقنية الواقع الافتراضي لمراقبة المتطوعين مع الصور والأصوات، وصمموا تجارب محاكاة لحركة المرور على الطرق وطلب من المتطوعين قيادة سيارة في ضواحي حي نموذجي في يوم ضبابي، حيث يعانوا من مشكلات غير متوقعة، والتي اشتملت على بعض الأشياء الجامدة والحيوانات والبشر، وكان على المتطوعين أن يقرروا ما كان ينبغي تجنبه، وقد تم قياس النتائج من خلال نماذج إحصائية، والتي وضعت قواعد ساعدت في تفسير القرارات الأخلاقية المتخذة.

ويقول الباحثون إن السيارات ذاتية الحكم ليست سوى البداية، حيث تصبح الروبوتات في المستشفيات وغيرها من أنظمة الذكاء الاصطناعي أكثر شيوعا.