الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

تضمنت فعاليات "ركن التواقيع" في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 34، توقيع كتاب "زايد حاكم العين" للكاتب يوسف عبد الرحمن محمد الهرمودي، الذي أصدره الأرشي  الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سلط الكتاب الضوء على بعض آثار المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومآثره، وعلى مرحلة مهمة في مسيرته القيادية الأبوية التي عقد العزم فيها على تأسيس دولة حديثة ننعم اليوم على أرضها بالخير الذي هو ثمار غراس زايد الخير.

ويتناول الكتاب جغرافية العين، ويحدد القبائل العربية التي سكنتها مثل قبيلة بنو ياس: وهي عبارة عن تحالف قبلي يضم ست عشرة عشيرة أو قبيلة، تزعمها آل نهيان من آل بوفلاح، وهذه العشائر هي آل بوفلاح، وآل بوفلاسة، وآل بومهير، والسودان، والرميثات، والقبيسات، والهوامل، والمجالبة، والمحاربة، والمرر، والمزاريع، والقمزان، وآل بوعميم ومنهم المشاغين، وآل بوحمير، ومن فروع بني ياس أيضًا آل بوالخيل، والسبايس، والخمارا.

ويكمل الكاتب في كتابه بأنّ هناك قبائل أخرى متحالفة مع بني ياس مثل: الأحباب، والعوامر، والمناصير والتي تنقسم إلى فروع ثلاثة هي آل بومنذر، وآل بورحمة، وآل بوشعر.

ويشير الكتاب إلى كثرة قلاع العين وحصونها وإلى أسرار اهتمام المنطقة بهذا النوع من المباني، ويعدد الكتاب قرى منطقة العين، وهي العين، والمويجعي، والمعترض، والجيمي، والقطارة، والجاهلي، وهيلي، ومريجب، والمسعودي.

ويقول الكتاب عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أنّ أباه هو الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة حكم أبوظبي بين 1922و 1926م، وقد استتب السلام أثناء فترة حكمه، ووالدة الشيخ زايد بن سلطان هي الشيخة سلامة بنت بطي بن خادم بن نهيمان من القبيسات، والقبيسات إحدى قبائل تحالف بني ياس، وتنقسم هذه القبيلة إلى بطون عدة أهمها آل نهيمان، وهو البطن الذي تنتسب إليه الشيخة سلامة، وقد كان للشيخة سلامة دور رئيسي في تقريب وجهات النظر، وتحقيق التفاهم القبلي في هذه الحقبة المبكرة من تاريخ أبوظبي.

ويصور الكتاب بعض ملامح طفولة زايد وشبابه، وحبه للعلم والمعرفة الذي دفعه للتعلم الذاتي والمجتمعي والأسري، إذ كان يستفيد من المطوع، ويثقف نفسه ذاتيًا، ويستفيد من حوارات المجالس ونقاشاتها، ومن أفراد أسرته، كما يرصد علاقته بوالديه وإخوته، لما في ذلك كله من أثر كبير في صياغة شخصيته القيادية والأبوية.

ويتألف الكتاب من ثلاثة فصول، أولها عن إدارة الشيخ زايد في العين، والتي بدأت في عام 1946م، وثاني فصول الكتاب عن سياسة الشيخ زايد تجاه قبائل العين، فقد عمل على تقريب وجهات النظر بين القبائل للوصول إلى الاستقرار وتحقيق الأمن في منطقة العين، وكانت له حكمته وأساليبه في احتواء القبائل، وكانت له اهتماماته أيضًا بمعالجة العديد من القضايا والمشاكل التي كانت تنشأ بين أبناء القبائل، وآخر فصل في الكتاب دار حول صلات الشيخ زايد مع جيران العين، فسلط الضوء على علاقته بالإمارات المجاورة والتي كانت تعرف بإمارات الساحل المتصالح، وأبرَزَ حكمته في حلّ المشاكل الحدودية مع الجوار.

واحتوى الكتاب على عدد من الوثائق التاريخية ذات الصلة بفصول الكتاب، والخرائط والجداول التوضيحية، والصور التي توثق اهتمام المغفور له –بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمنطقة العين وبتطويرها.