تراجع إنتاج العسل

تعرّض قطاع  تربية النحل في سورية لمشاكل عدة بفعل الحرب أدت إلى تدهوره وتراجع إنتاجه في الآونة الأخيرة. ولتربية النحل في سورية أهمية كبيرة حيث تؤمن دخلًا جيدًا للعاملين فيها ومصدرًا غنيًا للعسل الذي يعتبر غذاء متكاملًا ودواء للعديد من الأمراض وتعتمد عليه بعض الشركات الدوائية في منتجاتها، كما يستخدم العسل وغبار الطلع والغذاء الملكي والعكبر في صناعة الشامبو ومستحضرات التجميل والتي لاقت رواجًا، لكونها منتجات طبيعية خالية من الكيماويات، فضلًا عن أهميتها في تحسين الدخل الزراعي عن طريق المساعدة في تلقيح الأزهار وعملية التأبير ورفع عملية عقد الثمار من 35إلى 60%.

وتنتشر المناحل في معظم مدن وأرياف المحافظات السورية ويوجد أنواع كثيرة للعسل وذلك حسب نوع رحيق الأزهار ومنها عسل الحمضيات وعسل حبة السوداء وحبة البركة والجبلي والجردي وغيرها الكثير. وبعد أن كانت سورية من الدول المصدرة للعسل المعروف بجودته ونوعيته الممتازة، باتت تستورده نظرًا لتراجع إنتاجه بسبب عدة معوقات تواجه مربي النحل، وبحسب تصريح أمين السر السابق لاتحاد النحالين العرب  فقد انخفض إنتاج العسل من 700 ألف خلية إلى 100 ألف خلية الآن، ومن 3000 طن سنويًا إلى مايقارب 300 طن من العسل في العام الماضي.

ولم تعد تربية النحل تؤمن دخلًا لمربيه كالسابق بسبب تعرض المناحل للحرق والتخريب وبالأخص الواقعة في مناطق الاشتباكات، أبو كمال من مزارعي ريف إدلب يقول:” انتشار الأمراض بين خلايا النحل من أهم المشاكل التي تواجهنا ومنها تعرضها للحشرات الطفيلية ومهاجمة الدبابير للخلايا، إضافة للنقص الحاد في الأدوية الضرورية لمكافحة هذه الآفات وارتفاع ثمنها إن وجدت بسبب صعوبة تأمينها.

 وذكر رئيس قسم النحل والحرير في وزارة الزراعة  أن تدهور أعداد طوائف النحل المفقودة نتيجة موجة الصقيع والعاصفة الثلجية التي ضربت البلاد، حيث وصل عددها إلى 230 ألف طائفة بينما وصل عدد المربين المتضررين إلى 

وأضاف سامر الأحمد مهندس زراعي من مدينة حلب ” إن المربين في ريف حلب يعتمدون على نحل محلي إنتاجه للعسل قليل مقارنة بغيره ومناعته في مقاومة الأمراض ضعيفة وهو من النوع الشرس ويهاجم أي شيء يقترب منه، بينما كانوا في السابق يعتمدون على نحل مستورد يدعى “الملكة الإيطالية” يتحمل أكثر ويعطي كمية عسل مضاعفة عن التي يعطيها النحل المحلي”. ورغم فوائد العسل وقيمته الغذائية والدوائية العديدة إذ يعتبر صيدلية بحد ذاته، إلا أن ارتفاع سعره حال دون اقتنائه وشرائه حيث وصل سعر الكيلوغرام منه لـ4 آلاف ليرة سورية، مما دفع العديد من ضعاف النفوس لبيع عسل مغشوش كي يحققوا مكاسب مالية منه.