مصطفى شعبان

 في خلطة تجمع بين التراجيديا والتشويق والمغامرات، يعود مصطفى شعبان إلى جمهوره من خلال الدراما الاجتماعية "أبو البنات" للكاتب أحمد عبد الفتاح، وإخراج رؤوف عبد العزيز على "MBC مصر" حصريًا في رمضان، وكالعادة، لا تغيب النفحة الكوميدية واللمسة الطريفة التي عوّد شعبان جمهوره عليها، وهي البصمة الخاصة التي تميّزه عن غيره من النجوم.

يرصد العمل حياة سعيد حظو، وهو رجل يحب الحرية والحياة ورافض للقيود، تزوج أكثر من مرة لينجب الولد، وفي كل مرة يُرزق بالبنات، فقرر أن يأخذ هُدنة من القيود الزوجية ويعيش حياته بالطول والعرض. ومع أوّل أيّام العزوبية، تنهال عليه الصدمات، إذ تفاجئه زوجته السابقة بأن لها منه ابنة تبلغ من العمر 14 سنة، عاشت معها طيلة الوقت في أوروبا، وتضعها في عهدته وتغادر. كما تنفصل عنه زوجته الثانية، تاركة له ابنتين في سن 12 سنة و7 سنوات، بعدما فرضت عليها ظروف عملها السفر خارج مصر. وهكذا، يجد الرجل نفسه مسؤولاً عن الاهتمام بثلاث بنات، هنّ جنى ونور وسارة، في ظل تهديده المستمر من قبل منافسيه في العمل لاسيما رجل الأعمال رجب الرازي الذي يجسد دوره الممثل صلاح عبد الله. 

يؤكد الكاتب أحمد عبد الفتاح على أن نجاح المسلسلات السابقة مع النجم مصطفى شعبان، دفعهما إلى تكرار التعاون، موضحًا أن "هذا اللقاء الخامس مع شعبان، والميزة أننا نفهم بعضنا وندرك ضرورة التنويع في تقديم الموضوعات، حيث بدأنا في مسلسل "الزوجة الرابعة" (2012)، و"مزاج الخير" (2013)، ثم "دكتور أمراض نسا" (2014)، تبعها "مولانا العاشق" (2015)، واليوم نجتمع في مسلسل "أبو البنات" ونتوقع أن يجد نجاحاً مماثلاً". يشرح عبد الفتاح قائلاً: "نتطرق هذا الموسم إلى العلاقات الأسريّة، وهو موضوع يعني كل بيت في مصر والعالم العربي، لأن المجتمع كله يبدأ من المنزل ونشأة الأطفال وعلاقتنا بهم وخصوصاً البنات لأن عالم الفتيات مليء بالأسرار والمواضيع التي نكاد لا نعرف شيئاً عنها"، مشيراً إلى "أننا نضيء على كيفية سير العلاقات الأسرية من دون توتر اجتماعي، وكيف يمكننا أن نقترب من بعضنا البعض كأشخاص وليس كآلات بعد التباعد التكنولوجي والفجوة التي خلقتها وسائل التواصل الاجتماعي، ببساطة اسمها تواصل اجتماعي لكنها السبب الأساسي في انقطاع التواصل مع الآخر".

يشيد عبد الفتاح بخطوة التعامل مع الممثل القدير صلاح عبد الله، واصفاً إياه بـ"القيمة الكبيرة والإضافة المهمّة لعملنا، ولديه خطاً دراميّاً أساسيّاً ومهماً في العمل، حيث يلعب دور الضد للدور الذي يجسده مصطفى شعبان. ويستدرك قائلاً أن "مفاجأة العمل تتمثل في البنات الثلاثة، وقد كان مشوار البحث عنهن في غاية الصعوبة".

من جهته، يتفق المخرج رؤوف عبد العزيز مع الكاتب على صعوبة اختيار البنات الثلاثة، ولعله أكثر من عانى في البحث عنهن والاستقرار عليهن، ويقول: "البنات هن بطلات أساسيّات في العمل، وأدوارهن ليست سهلة على الإطلاق"، مشيراً إلى "أننا احتجنا فترة للوصول إلى المواهب الثلاثة جنى ونور وسارة، اللاتي سيشكّلن اكتشافاً فنيّاً فعليّاً". ويلفت إلى أن "قصة العمل تطرح تلك العلاقة المركّبة بين الأب وبناته، الذي يعترض على ما تقمن به".

يعد "أبو البنات" ثاني تجارب المخرج رؤوف عبد العزيز الإخراجية بعد "ألف ليلة وليلة" في رمضان الماضي، وهو يشدّد على "أنني أسعى إلى تطوير المشهد الدرامي، وأحاول تقديم دراما اجتماعية بطريقة تتناسب مع الجيل الذي نتوجّه إليه، من خلال رؤية بصرية أكثر تطوراً وحداثة". ويتوقع أن يحصد العمل إقبالاً جماهيريّاً واسعاً لأسباب عدة، "أولها لأن مصطفى شعبان نجم محبوب، ولأن القصة التي كتبها أحمد عبد الفتاح جذابة ومتميزة، فضلاً عن كون العمل سيعرض على "MBC مصر" التي تحتل مكانة مهمّة على الساحة المصرية والعربيّة.

يضم العمل حشد من الممثلين، إذ يطلّ إدوارد في دور صديق مصطفى شعبان، ويتوقع الكاتب أن إدوارد يقدم دوراً سيشكل نقطة تحوّل في مشواره. كما تعود علا غانم بعد غياب سنتين عن أعمال شعبان، بالإضافة إلى هشام اسماعيل في دور أحد أصدقاء شعبان، وهو شاب يعيش في عالم افتراضي، هو زمن التسعينيات". كما تظهر الراقصة صافيناز في أول دور تمثيلي لها في الدراما التلفزيونية، حيث تؤدي دوراً رئيسياً، إذ ستكون زوجة فارس وتعيش معه قصة حب جميلة، ولديها سلسلة من الأحداث مع البنات الثلاثة، وتظهر بشخصيتها الحقيقية، يُعرض مسلسل "أبو البنات" حصرياً على "MBC مصر" في رمضان.