لا حكومة ولا معارضة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

لا حكومة ولا معارضة

 فلسطين اليوم -

لا حكومة ولا معارضة

بقلم : عمرو الشوبكي

كثير من الناس لديهم رفضٌ لأداء الحكومة والمعارضة معا، صحيح أن البعض عقب ثورة يناير لم يرتح لهذا الخطاب، معتبرا أن الرفض يجب أن يكون فقط لمن فى الحكم، لكن مع مرور الوقت ثبت أن الأزمة ليست فقط فى أهل الحكم (حتى لو تحملوا مسؤولية أكبر) إنما أيضا فى المعارضة أو بالأحرى فى المجتمع السياسى ككل.

إن جزءاً من مبررات أى سلطة تحكم بأهل الثقة والدوائر المغلقة تعتبر أن المجتمع غير مهيأ للديمقراطية وحُكم نفسه بنفسه، وإنه يحتاج دائما لسلطة وصاية تدير شؤونه نيابة عنه لأنه لايزال فى عُرفهم مجتمعاً قاصراً.

ويقيناً هناك مشاهد كثيرة تدل على أن الأزمة أعمق وأشمل من السلطة، وأنها تمتد لتصل إلى المجتمع ككل، الذى بات فى جانب منه (قدّرته بالثلث المعطل فى مقال سابق) ضحية التعليم المنهار والفقر المدقع والأمية والقهر، كل ذلك جعل هناك سلطة دائما ترى صراحة أو ضمنا أن المجتمع غير قادر على حكم نفسه بنفسه دون وجود سلطة تنوب عنه فى معظم قراراته.

وقد جاءنى تعليق مهم من الدكتور أحمد الهوبى على مقال سابق تعرضت فيه لأزمة نقابة الصحفيين، وجاء فيه:

«بخصوص مقالك الرائع عن أزمة النقابة والنقيب، فأنا أرى أن هذه الأزمة كاشفة عن منهج الإدارة والانحيازات للنظام القائم، والإصرار غير الطبيعى على غلق المجال العام، سواء على المستوى السياسى بصناعة برلمان تحت رعاية أجهزة أمنية، أو تأميم العمل الطلابى بالتأجيل المستمر لانتخابات اتحاد الطلبة، ونهايةً بالقانون الكارثى المنظم للجمعيات الأهلية، وبأزمتى نقابتى الأطباء والصحفيين.

وقد صاحب سياسة غلق المجال العام أيضا غلق كل وسائل فرص الصعود الاجتماعى الطبيعى المستقر عليها فى أى مجتمع قائم على التعليم والتصنيع، وإحلاله بمنهج صعود اجتماعى قائم على التزلف والتقرب والنفاق للسلطة مما يهدم منظومة أى قيم مجتمعية.

وللأسف الشديد، النظام الحاكم عنده خلل فى التعامل مع مجتمع شاب يعانى خللا اجتماعيا واقتصاديا بإصراره على غلق المجال العام السياسى والحزبى والطلابى والأهلى، والفهم القاصر للعدالة الاجتماعية باعتبارها عدالة توزيع الثروة وليست عدالة توزيع الفرص».

وأضاف د. الهوبى أسفاً آخر يتعلق بأداء النخبة المصرية، فقال: «للأسف، إن النخبة التى تُعتبر قاطرة المجتمع تعانى من أمراض لا تقل سوءاً عن النظام، فاليسار المصرى مشغول بالمعارضة لمجرد المعارضة وتسجيل نقاط فى مرمى النظام الحاكم دون الكشف عن فلسفة أو أولويات حقيقية فى إدارة الشأن العام، كما أن الإسلام السياسى يخوض معركة (دون كيشوتية) مع النظام، مما أخرجه ليس فقط من دوائر الضغط والتأثير، ولكن أيضا خرج من الضمير الجمعى للمصريين.. مصر يا دكتور عمرو تحتاج إلى رؤية واضحة ترافق الإصلاح والتحرير الاقتصادى الأخير (المطلوب والمُلِح) بإصلاح سياسى يفتح مسام المجتمع بفتح مسارات المجال العام، فأى إصلاح اقتصادى بدون إصلاح سياسى يخلق كتلة حرجة بثورة توقعات لا يستوعبها النظام السياسى، فتتحول إلى قنبلة موقوتة تفجر الدولة والمجتمع».. حفظ الله مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا حكومة ولا معارضة لا حكومة ولا معارضة



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 05:11 2023 السبت ,18 آذار/ مارس

أربعة شهداء برصاص جيش الاحتلال في جنين

GMT 10:35 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

ناسا ترصد دخول كوكب جديد غريب الأطوار مجموعتنا الشمسية

GMT 13:22 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

جهاز جديد يراقب السكر في الدم من دون وخز الإبرر

GMT 05:18 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دراسة تكشف أنّ الحيوانات تفضّل التواجد في المدن والطرق

GMT 18:56 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

شباب الخليل يحسم ديربي دورا بثنائية

GMT 07:04 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

نساء يُنظّمن معرضًا لحطام التصميمات وقصصها المرعبة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday