ما تراه واشنطن وما لا تراه
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ما تراه واشنطن وما لا تراه

 فلسطين اليوم -

ما تراه واشنطن وما لا تراه

بقلم : رجب أبو سرية

في مجلس الأمن حصلت إسرائيل على نتيجة الفشل مرتين خلال الأسبوع المنصرم، وذلك بعد أن فشلت في الترشح للعضوية غير الدائمة في المجلس التي تتقدم لها الدول تباعا، بتدوير وفق نظام معين يغطي القارات الخمس في العالم، وكذلك حين فشلت في إصدار بيان عبر الولايات المتحدة، يدين الملاحظات التي أبداها الرئيس محمود عباس في خطابه بالمجلس الوطني.

ومعروف أن «مجلس الأمن» إنما هو مجلس النخبة الكونية، حيث تتحكم خمس دول بقرارات أعلى هيئة في المنظمة الدولية «الأمم المتحدة» وهي الدول دائمة العضوية في المجلس من جهة، ومن جهة ثانية الدول التي تتمتع بحق النقض»الفيتو»، حيث يمكنها باستخدام ذلك الحق أن تحبط أي قرار من أي بند للمجلس، وفي هذا المجلس تجد إسرائيل عادة «بيتها الدافئ» خاصة أيام الحرب الباردة، حيث كانت كل من الصين والاتحاد السوفياتي السابق»روسيا لاحقا» إلى جانب حركات التحرر والشعوب في العالم، فيما كانت كل من الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا، في الجانب الآخر، الذي يحمي مصالح الغرب الرأسمالي والاستعماري، ومن ضمن محمياته كانت إسرائيل.

أما في الجمعية العامة فالأمر مختلف، حيث تبدو الجمعية العامة كما لو كانت برلمان العالم، مقابل مجلس الأمن الذي يبدو كما لو كان حكومة العالم، ولأن إسرائيل «دولة احتلال» مفضوحة تماما، فإن مئات القرارات اتخذت بحقها في الجمعية العامة، لكنها غير ملزمة، كذلك اتخذت ضدها عشرات القرارات في مجلس الأمن، لكنها كلها كانت تحت البند السادس، ولم يتخذ بحقها بسبب انحياز الولايات المتحدة الكامل والتام لها، أي قرار تحت البند السابع الذي يفرض تنفيذ قرارات المجلس بالقوة.
صحيح أن نفوذ العضوية الدائمة التي تتمتع بحق النقض الفيتو غير محدود لكن العضوية غير الدائمة مهمة أيضا، لجهة طرح مشاريع القرارات، حيث أن مشروع كل قرار إجرائي حتى يطرح للتصويت يجب أن يحصل على موافقة تسعة من أصل الخمسة عشر صوتا. ونظام تدوير العضوية غير الدائمة، يعتمد تخصيص المقاعد بين القارات، ومدة العضوية غير الدائمة هي سنتان، يتم كل عام انتخاب خمسة أعضاء غير دائمين.

هذا العام كانت نية إسرائيل أن تتقدم للعضوية غير الدائمة، وهي على ما يبدو ترى أن العامين القادمين مهمان فيما يخص ترتيبات الشرق الأوسط، لكنها اصطدمت بترشح كل من ألمانيا وبلجيكا عن قارة أوروبا، ومعروف بأن إسرائيل، ورغم وجودها في آسيا جغرافيا، لكن لأن الشرق الأوسط ومعظم دول آسيا تلفظها، فهي حتى في الاتحاد الدولي لكرة القدم تتبع أوروبا، وحين وجدت أن ألمانيا وبلجيكا ليستا على استعداد للتنازل لها عن العضوية غير الدائمة، اضطرت للانسحاب من الترشح للمنصب.

أما ما يخص مشروع البيان الذي تقدمت به مندوبة الولايات المتحدة، فهو يدل على صفاقة ليس لها حدود تتسم بها إدارة دونالد ترامب الأميركية إن كان في البيت الأبيض أو في الخارجية، فرغم أن حديث الرئيس عباس كان حديثا أكاديميا وتاريخيا وليس انفعاليا أو وجهة نظر، وكان سردا لأقوال أكاديميين وباحثين يهود أصلا، ورغم تقديمه حسب البروتوكول بين الدول الاعتذار، إلا أن واشنطن التي باتت أشبه بالدمية التي تحركها أصابع الحكومة الإسرائيلية، آثرت أن تذهب لمجلس الأمن لإصدار بيان يدين تلك الأقوال.
والبيان يعبر عن موقف، وهو غير القرار الإجرائي، لذا فمن سوء حظ تل أبيب وواشنطن كان يحتاج لإجماع أعضاء المجلس، حيث اعترضت دولة الكويت الشقيقة، ورغم أن مشروع البيان أو مسودته لم يمر، إلا أن مجرد التفكير به وطرحه على «حكومة العالم» يكشف مستوى الصفاقة التي تتصف بها اكبر وأقوى دولة في العالم، تقوده حاليا إلى هاوية المواجهة والدمار، ما لم  تحتج وتثُر شعوب العالم من أجل تعديل ميزان العدالة الدولية.
لا تسمع أميركا مطلقا أصوات الرصاص والطائرات والقذائف الإسرائيلية ولا ترى قناصة الاحتلال وهم يطلقون النار على المتظاهرين العزل الفلسطينيين ولا تسمع أقوال اليمين المتطرف النافية للوجود الفلسطيني الذي هو أقدم وأحق من وجود إسرائيل، ولا ترى بطش الاحتلال وهو يعتقل الأطفال ويقتل عن عمد العشرات منهم، ولا تسمع ما يقوله الوزراء السفلة الجالسون على مقاعد الحكومة الإسرائيلية التي تمس الحقوق الفلسطينية الطبيعية وحتى الدين الإسلامي.

لكنها أميركا/ ترامب التي أصبحت مثل فيل يقوده كلب، أو مثل جمل يمسك لجامه عبد وضيع، يذهب به إلى حيث شاء، لم تعد ترى إلا من الزاوية الضيقة للرؤية، وإذا كانت مؤسسات الدولة والشعب الأميركيين يصمتان على هذا، فإن العالم كله بدوله وشعوبه، لا يمكنه أن يصمت طويلا، على بقاء أميركا تقود العالم وهي منقادة من قبل إسرائيل. لذا فان الإطاحة بقيادتها للعالم باتت وشيكة، وصار أمر إعادتها إلى ما وراء البحار وراء الباب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما تراه واشنطن وما لا تراه ما تراه واشنطن وما لا تراه



GMT 08:38 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

لم تعد الحياة إلى طبيعتها بعد

GMT 07:33 2020 الثلاثاء ,21 تموز / يوليو

إسـرائـيـل دون نـتـنـيـاهـو

GMT 06:25 2020 الجمعة ,17 تموز / يوليو

بـيـت الـعـنـكـبـوت

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

عن فجوة "كورونا" من زاوية أخرى !

GMT 12:53 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

عن حكومة «كورونا» الإسرائيلية

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:50 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

كلاركسون يواجه انتقادات ساخرة بعد رحيله عن "بي بي سي"

GMT 19:26 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة الفلسطينية تحذر من خطورة التصعيد الإسرائيلي

GMT 07:45 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بشرة نظيفة قبل 4 أسابيع من زفافك

GMT 21:19 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يتعادل مع خان يونس ويرتقي الصدارة

GMT 22:14 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو يوسف يُشارك جمهوره بصوره في السويد خلال عرض "هيبتا"

GMT 09:57 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا العبدالله تطّلع على معرض غاليري دار المشرق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday