باريس ليس مؤتمر دوليا
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

باريس ليس مؤتمر دوليا؟!

 فلسطين اليوم -

باريس ليس مؤتمر دوليا

بقلم د. يوسف رزقة

انتهى مؤتمر باريس بخيبة أمل فلسطينية تقريبا، بدليل ترحيب وزارة الخارجية الإسرائيلية بالبيان الختامي، الذي أكد على المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون الانتقال إلى مجلس الأمن وهو ما كان يخشاه نيتنياهو. 

لقد عملت الدبلوماسية ( الإسرائيلية) على تحجيم نتائج المؤتمر إلى حدّ كبير، ونجحت في ذلك بشكل لافت للنظر، فما كان في باريس ليس مؤتمر دوليا، بل هو أقل كثيرا من المؤتمر الدولي كما تريده السلطة، وبيانه الختامي للإعلام وليس للتوجه إلى مجلس الأمن لتعزيز قرار نبذ الاستيطان كما كانت تخشى دولة العدو. 

نعم، حذر المؤتمر ترامب الرئيس الأميركي من خطور نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وبين أنها تهدد استمرار المفاوضات، ولكن لا تحمل دعوة المؤتمر للأسف صفة الإلزام، ونحن مع ترامب لا نملك التخمين الصحيح، لا سيما وأن نيتنياهو بات يعد الجمهور بيوم جديد قادم بعد العشرين من يناير، أي بعد تسلم ترامب الرئاسة رسميا. 

لست أدري ما هو الموقف العملي الذي يمكن أن تفتخر به السلطة من مؤتمر باريس، وهو لم يعطها شيئا جديدا ولا أملا جديدا في تنفيذ حل الدولتين، الذي أصبح تقريبا شيئا من الماضي ، لا يطالب به غير السلطة مطالبة إعلامية بينما لا تقوى على فرضه، أو التأثير في فرص نجاحه بعد أن أسقطت منذ سنوات كل أوراق القوة والضغط على العدو، وكانت ( إسرائيل) مرتاحة جدا من سياسة الأمر الواقع القائمة التي تساعدها على تعزيز تواجدها الاستيطاني والأمني دون قلق، بل بالتعاون مع السلطة. 

إن أي قراءة للبيان الختامي للمؤتمر يمكن أن تقول لنا بوضوح إن السلطة لم تحقق منه النتائج التي كانت ترجوها، و أن القلق أو الرفض الذي أبداه نيتنياهو للمؤتمر هو إمر طبيعي في السياسة الإسرائيلية التي لا تؤمن بالتدخل الدولي في الأزمة القائمة مع السلطة. ولم يتمّ تدويل الأزمة كما خططت إسرائيل في أثناء متابعتها لإجهاض أو أضعاف المؤتمر. 

واللافت للنظر أن نيتنياهو يطرح فكرة الحل الإقليمي القائم على التفاهم مع الدول العربية المعتدلة التي يصفها بأنها باتت أقرب إلى الاقتناع بوجه النظر الإسرائيلية. ومن ثمة يكون التفاهم مع الدول العربية المعتدلة أولا في مواجهة الأخطار الخارجية، باعتبار أن دول ( إسرائيل ) ليست عدوا، وليست خطرا، ثم تكون الخطوة التالية هو المفاوضات من أجل حلّ القضية الفلسطينية، في ضوء التفاهمات مع دول العالم العربي، فيما يلخص إعلاميا كعنوان بالحل الإقليمي، الذي يعني الشراكة العربية في الحل، ويعني التطبيع أولا، وإنهاء ما يعرف فلسطينيا بحق عودة اللاجئين. 

نيتنياهو ليس صادقا حين يتهم مؤتمر باريس بأنّه يُبعد التسوية. و أنّه يُصلّب مواقف الفلسطينيين ويبعدهم أكثر عن إجراء مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة. نتنياهو يواصل الضغوط على السلطة ، من أجل انتزاع المزيد من التنازلات، وكأن السلطة لم يعد أمامها سوى التسليم باستمرار الواقع القائم. 

إنه وباختصار إن مؤتمر باريس لم يقدمنا نحو الحل خطوة واحدة، رغم الاحتفالية الكبيرة التي شهدتها باريس، ورغما لصبر على التسويف في عقد المؤتمر، وبات على السلطة أن تنظر مرغمة في الخطوة التالية التي لم يحددالمؤتمر، لا في باب الاستيطان، ولا في باب المفوضات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باريس ليس مؤتمر دوليا باريس ليس مؤتمر دوليا



GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 22:05 2017 الأربعاء ,02 آب / أغسطس

لا هجرة بعد درس النكبة

GMT 05:13 2017 الخميس ,27 تموز / يوليو

ثقافة القتل

GMT 21:36 2017 الإثنين ,24 تموز / يوليو

من تداعيات الأزمات العربية

GMT 16:45 2017 الأحد ,23 تموز / يوليو

الأقصى يوحد الأمة

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:58 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حزب الله يستهدف 7 مواقع للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:42 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 10:30 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الناتو يقرر تمديد وجوده في أفغانستان حتى عام 2024

GMT 04:31 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

"حماس" تستنكر "زيارات تطبيع" مع الكيان الإسرائيلي

GMT 04:19 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الصفراء عند الأطفال الأسباب والأعراض والعلاج

GMT 01:44 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ودّعي جميع الروائح الكريهة في الرخام بمواد في كل مطبخ

GMT 11:26 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم محمد رجب يبدأ تصوير مشاهده في فيلم "بيكيا" الجمعة

GMT 14:19 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

رونالدينيو غير نادم على عدم المشاركة في البريميرليغ
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday