الأرض  وحتمية الزوال
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الأرض .. وحتمية الزوال

 فلسطين اليوم -

الأرض  وحتمية الزوال

بقلم: د. يوسف رزقة

احتفلت الجماهير الفلسطينية أمس الأول بالذكرى السنوية ليوم الأرض. يوم الأرض من الأيام الوطنية على مستوى فلسطين، يعظم فيه المحتفلون الأرض، ويعلنون أنهم يتمسكون بها باعتبارها مركز الصراع. نعم الأرض التي ثمثل فلسطين كل فلسطين تحت الانتداب هي مركز الصراع. حين تطرد قوات الكيان الصهيوني سكان فلسطين بمساعدة بريطانيا الدولة الحاكمة في عام ١٩٤٨م، فإن هذا يعني أن يهود يريدون الأرض خالية من سكانها، وحين يتمسك الفلسطينيون بحق العودة، ويعدونه حقا فرديا غير قابل للتصرف ، فهم يعلنون أن الأرض هي مركز الصراع.

لم يدخل شعبنا الفلسطيني في صراع ممتد مع يهود لأنهم يهود، بل دخل معهم في صراع ودفاع عن النفس لأنهم يغتصبون الأرض، ويطردون سكانها بقوة السلاح. إن أكبر عملية عنصرية في العصر الحديث في إطار الصراع على الأرض كانت من يهود في عام ١٩٤٨م، لقد تم الطرد للسكان بقوة السلاح على أساس الجنس، والدين، والتطهير العرقي. إن من يتذكر الأرض والطرد يسخر من كل كلمة تقولها دولة العدو عن الديمقراطية والمساوة. دولة العدو ليست واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط كما يزعمون؟! . دولة العدو المحتل هي واحة العنصرية الدينية، والعرقية، الأوسع في العالم، بعد أن تمكنت من بناء جيش مسلح .

يوم الأرض فلسطينيا هو يوم تجديد إرادة الشعب الفلسطيني بأرضه ومدنه وقراه، وبكامل تراب وطنه، فهو اليوم الذي تجتمع عليه كل مكونات الشعب الفلسطيني. الأرض الوطن هي الأم التي تجمع شعبنا، وتذكرنا بنكبة ١٩٤٨ م حتى لا ننسى. ربما كان هذا اليوم هو يوم للعاطفة نحو فلسطين، وهذا صحيح، ولكنه هو يوم لتجديد الإرادة الوطنية التي تتمسك بحق العودة إلى مدن وقرى الوطن. وإن الاختلال الحاصل في موازين القوة العسكرية بيننا وبين العدو ليس دائما أو مؤبدا، بل هو متحرك، وسيأتي اليوم الذي يخرج فيه يهود من فلسطيني، بعز عزيز، أو بذل ذليل، و وبشارات زوال كيان العدو تتزايد وتقترب. الزوال كائن حتما، ولكن المواقيت بيد خالق الزمن ومسبب الأسباب. نحن ننتظر وعد الصدق كما نفهمه من القرآن والسنة، ويكاد يفهم هذا الوعد ويتوقعه قطاع كبير من يهود. 

لن تستطيع دولة العدو أن تحتفظ بسيطرتها على الأرض الفلسطينية، وقادتها يعلمون ذلك، لا سيما حين تتحرر الشعوب المسلمة من الاستبداد الذي يحكمها منذ عقود . إنها عقود سوداء كان من مخرجاتها الرئيسة نكبة فلسطين، ثم نكسة فلسطين، ثم التطبيع مع العدو، ثم خدمته أمنيا، ثم معاداة المقاومة الفلسطينية، ثم حصار غزة وتجويع سكانها؟! . 

في هذه الأيام ربما بدأ بعض حكام العرب يدركون معنى كلمة ( إسرائيل خنجر في ظهر الأمة العربية) ، لا سيما بعد أن بدأت العراق وسوريا في التمزق، ودخلت المنطقة العربية في أتون صراع يتحكم فيه من الخلف ( إسرائيل ) والدول العظمى. الآن فقط أدرك عديد من الزعماء معنى الأرض، ومعنى وجود كيان غريب في وسط أمة عربية واحدة. لقد تأخر الإدراك العربي في الإحاطة بمفهوم الأرض ودلالاته، ولكنه بدأ الإدراك يكبر رغما عن الحكام ، لأن أرض العرب بات مهددة بكيانات جديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأرض  وحتمية الزوال الأرض  وحتمية الزوال



GMT 01:08 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

معركة الموصل وتداعياتها

GMT 06:22 2016 الثلاثاء ,31 أيار / مايو

ليبرمان وزيرا بصمت عربي

GMT 17:53 2016 السبت ,23 إبريل / نيسان

سياسة لا لبس فيها؟!

GMT 11:49 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

الحد الأدنى للأجور

GMT 09:19 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

قائمة سوداء.. أحسن من بلاش

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday