الشيخ أحمد ياسين
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الشيخ أحمد ياسين

 فلسطين اليوم -

الشيخ أحمد ياسين

بقلم: د. يوسف رزقة

في الثاني والعشرين من شهر مارس من العام ٢٠٠٤م قصفت طائرة استطاع صهيونية الشيخ أحمد ياسين بصاروخين بغرض القتل. كان الاغتيال بعد صلاة الفجر مباشرة، في أثناء عودة الشيخ ومرافقيه من المنزل إلى البيت. كان الشيخ رحمه الله قبل استشهاده بأيام قليلة في مستشفى الشفاء، وكان من حوله يرون أنه ربما يفارق الحياة في المستشفى، وما كان أحد يرجح أن يغادرنا الشيخ بشهادة بصاروخ صهيوني. 

نحن الآن على مسافة (١٢) عام من استشهاد الشيخ ، فهل نحن في حال أفضل؟ وهل حماس في حال أفضل؟ وهل قضيتنا الفلسطينية في حال أفضل؟ 

قد نختلف في الإجابة على سؤال الأفضلية، لأن القضية مسكونة بالنسبية من ناحية، ومسكونة بوجهة النظر الشخصية من ناحية أخرى، ولكن ما يمكن أن نجمع عليه أننا فقدنا بمقتل الشيخ رحمه الله قيادة وطنية وإسلامية كنا نلوذ بها في الشدائد، ونحتمي بها عند المصائب، ونحن اليوم في شدائد متجددة، وفي حاجة لها، ولا نجد الشيخ. 

حين قررت دولة العدو اغتيال المقادمة أولا، ثم الشيخ تاليا، ثم الرنتيسي ثالثا، كانت تعلم أنها تغتال القمم والقدوات القيادية ذات التأثير البعيد لا على مستوى تنظيم حماس، ولكن على مستوى الوطن الفلسطيني بالكامل. ومن ثمة كان فقدنا كبيرا، عانينا منه كثيرا، ولكن لم تحقق دولة العدو نجاحا كاملا باغتيالهم . 

نعم ربما عانت حماس من غياب هذه القمم القيادية، ولكن القادة تركوا في أتباعهم ميراثا متصلا بميراث النبوة، ومن ثم فإنه يمكن القول بأن دولة العدو فشلت في تدمير هذا الميراث، وهي حتما ستفشل لاحقا حتى تزول ويبقى ميراث الشيخ نورا يضيء المستقبل. 

قد يظن المرء أن غياب القادة علامة على الهزيمة، ولكن هذا الظن يجافي الحقيقة في كثير من الأحيان، فالقادة يؤدون دورهم كما قدره الله لهم، ثم يمضون بإرادة الله وقدره أيضا، ليتولى المهمة مكانهم تلميذ من تلاميذهم، حتى تستمر سنة الحياة، ولا يتعلق الناس بالقيادات من البشر، وإنما يتعلقون برب البشر الذي يملك الحياة والموت. وفي كثير من الأحيان كان مقتل القائد دليل صدق على حسن قيادته وجهاده، وفتح مبين لأتباعه من بعدة، لأن الأمم التي يستشهد قادتها وهم واقفون يستحقون النصر عاجلا أو أجلا. 

نعم قد يترك القادة فراغا ما بغيابهم عنا، وقد ترك الشيخ فراغا قياديا نحن نعرفه وندركه، ولكن هل كان الشيخ مخلدا لا يموت حتى نبكي حالة الفراغ بغيابه؟! إن البكاء لا يجدي ، وأحسب أن من بعده قد شغلوا الفراغ، وقدموا لحركتهم، ولشعبهم، ولقضيتهم ما يمكن تقديمه من الخير والتضحية، وهكذا ينبغي أن يبقى الطريق متصلا معبدا حتى يأذن الله بالنصر والتحرير، والله وحده يعلم موعد هذا، ونحن نعلم أنه آت لا محاله، ودعاؤنا دائما أن يعجل الله لنا بالنصر والتحرير. 

كان الشيخ أمة في حياته في الأمور كلها، وقد رحلّ عنا وقد أحيا أمة باستشهاده، وضرب مثلا في التضحية والفداء، فكان رحمه الله حجة على من بعده في حياته، وحجة في استشهاده، ولم يعد بعده عذرا لمعتذر كما يقولون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيخ أحمد ياسين الشيخ أحمد ياسين



GMT 01:08 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

معركة الموصل وتداعياتها

GMT 06:22 2016 الثلاثاء ,31 أيار / مايو

ليبرمان وزيرا بصمت عربي

GMT 17:53 2016 السبت ,23 إبريل / نيسان

سياسة لا لبس فيها؟!

GMT 11:49 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

الحد الأدنى للأجور

GMT 08:04 2016 الخميس ,31 آذار/ مارس

الأرض .. وحتمية الزوال

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday