عن  العهد الجديد  في واشنطن وفي بيروت
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

عن " العهد الجديد " في واشنطن.. وفي بيروت!

 فلسطين اليوم -

عن  العهد الجديد  في واشنطن وفي بيروت

بقلم : طلال سلمان

إنه زمن الرأسمالية المتوحشة، و «الرئيس الجديد» الذي اقتحم البيت الأبيض بقوة ذهبه مع حفيده اليهودي من إبنته إيفانكا.
من هنا، فإن على الطبقة السياسية أن «تتواضع» قليلاً في مطالبها المتعارضة التي تهدف إلى ابتلاع الدولة أو ما تبقى منها، عبر صراعات تقاسم النفوذ والتركيز على الوزارات الأكثر دسامة و «المجالس» التي تدر الخير... في ظلمة التجهيل.

... وعلى الحكومة العتيدة أن تتواءم مع «العهد الكوني الجديد» الذي هبط على العالم من خارج التوقع، والذي قد تكون له سياسة مختلفة جداً عن حكم الحزب الديموقراطي الذي استقر في البيت الأبيض أكثر من المتوقع.

صحيح أن «عاصفة التغيير» التي هبت، فجأة، في لبنان ومن خارج التوقع، فاجتاحت القصر الجمهوري مزغردة بها الحناجر، مبشرة بعهد جديد لم يسبق له مثيل، ولن يكون ما بعدها مثل ما كان ما قبلها..

ولكن الصحيح، أيضاً، أن الطبقة السياسية قد استأنفت، بعد أن استوى «الجنرال» على كرسي الرئاسة الأولى، ألعابها المعهودة مناقصة ومزايدة.. بعد عاصفة من الشائعات والهمسات المسمومة كادت تحول القصر الجمهوري إلى «بيت العائلة المالكة»... فتم توزير الأصهار! وقرر «بعضهم» أن «البنات» أجدر من أزواجهن بالوزارات، خصوصاً وأنهن «بيت السر»، يكتمن ما يعرفن، وينسين ما يسمعن وما يشاهدن.

... بالمقابل، كشفت التطورات التي شهدتها المعركة الرئاسية عن ظهور فئة جديدة من «المحرومين» في إقطاعية «معراب» المذهبة والمسورة بالخوف، في قلب كسروان، وهم يتشكلون ـ أساساً ـ من «مهجري بشري» الذين لم يهجرهم أحد، والذين اقتحموا المنطقة الجميلة في «قلب لبنان» بذريعة أنهم قد أُبعدوا عن السلطة التي لولاهم ما كانت لتقوم ـ ظلما وعدوانا.. مع علم الجميع ـ بحسب ما يقولون ـ أنه لولا «تحالفهم» مع «الجنرال» ـ ولو انه جاء متأخراً ـ لما كان «الرجل المذهب» قد سعى إليه في «الرابية» ليدعوه إلى قبول «هدية الرئاسة»، وتسنم منصبها الرفيع...

ويبدو أن ضباب التحولات الطارئة، في اللحظة الأخيرة، قد حجب التحالف التاريخي الذي أقيم، قبل أكثر من عشر سنوات، وبقرارٍ واعٍ ومدروسٍ بين «الجنرال» العائد من المنفى «زعيما»، والحزب المجاهد الذي قاتل العدو الإسرائيلي المحتل حتى أخرجه ـ مرغماً ـ من الوطن الصغير الذي استعاد حريته وقراره الوطني الحر في شؤونه... خصوصاً أن هذا «الحزب» لا يزاحم المتنافسين على كراسي الوزارات والإدارات، وعنده من المهمات الجليلة ما يكفيه، ثم ان له «حليف الضرورة» الثابت الذي لا يغير ولا يتغير، لأنه «نبيه»، و «حليف حليفه» الذي يقرأ الطالع ويكشف المخبوء، فيربط مع «الآتي باسم الإرادة الدولية»، من أجل الاستقرار، من دون أن يقطع مع الشريك التاريخي على امتداد «حروب» شغلت ثلث قرن، وشريك الضرورة الذي يحفظ الود وينسى الإساءة...

إنه «زمن ترامب»... وعلى اللبنانيين، والعرب عموما، أن يستعدوا لزمن التقلبات والانقلابات المفاجئة والمواقف النافرة، حسب المزاج.

فالرئيس الأميركي الجديد الذي سيتسنم منصبه الإمبراطوري بعد شهرين اثنين، عنده مشروعه الخاص بعنوان الاهتمام بالداخل الأميركي، والسعي إلى التفاهم مع روسيا بوتين، الذي كان في طليعة مهنئيه، والذي سمع منه الاستعداد لتقاسم مناطق النفوذ، بدلاً من المواجهة ذات الطابع الحربي... وقد ينعكس ذلك على منطقتنا أساساً، بوصفها أرض صراع.

وفي ما يعنينا، فإن على هذه الطبقة السياسية الفاسدة والمفسدة أن ترفع يدها عن الدولة وتكف عن التعامل معها كبقرة حلوب... وأن تسمح للشعب بانتخابات نيابية جديدة لا تحكمها الطائفية القاتلة ولا المذهبية المدمرة.

إن بداية «العهد» مبشرة... فقد تلاقى الأضداد خارج الخصومة، والطريق إلى التفاهم معبدة بالمصالح المشتركة. وقد انتهى عصر الصراع العقائدي والخلافات الفكرية، وآن أوان «المصالحات التاريخية» من أجل حفظ «الكيان» الذي يحتاج إليه الجميع كحصن أمان، إضافة إلى المنافع والخدمات المتبادلة... فالكل في مركب واحد: إن هم أهملوا غرقوا جميعاً، وإن هم اصطرعوا ابتلعهم بحر الدماء الذي يكاد يجرف دول المنطقة بعد شعوبها.

المطلوب، قليل من التواضع وحسن قراءة التطورات، خصوصاً مع إطلالة بطل التغيير الدراماتيكي من شرفة البيت الأبيض في واشنطن... وهو صاحب المقولات «الخالدة» عن العائلة، بالزوجة الثالثة، وبالصبية الجميلة «التي لو لم تكن إبنتي لتزوجتها»، فضلاً عن الخطاب العنصري المستفز.
هدوءاً، يا أكلة الجبنة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن  العهد الجديد  في واشنطن وفي بيروت عن  العهد الجديد  في واشنطن وفي بيروت



GMT 08:03 2017 السبت ,20 أيار / مايو

رصاص على حرف النون

GMT 06:49 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

حضارة ومدناً ورعايا قتلى أو غرقى!

GMT 06:48 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

سفير الأمة

GMT 11:08 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

سعدى علوه: اغتيال النهر وناسه

GMT 12:59 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

عالم عربي من الركام! عن الثورات المجهضة والهجوم المضاد

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 18:29 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

أسماك الوطواط العملاقة تغزو شواطئ غزة

GMT 09:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 09:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 04:57 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

الخلاف بين ترامب و"نيويورك تايمز" يسبب البلبلة

GMT 06:44 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

هل الرياضة تحسن قدرة الأطفال على التفكير؟

GMT 05:02 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مقادير وطريقة إعداد "كعكة اللبن"

GMT 02:11 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تجنب تناول السكريات والموز يقي من الحموضة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday