القدس - فلسطين اليوم
عجلات يعلوها قطعة خشبية مستوية، بمساحة لا تزيد عن المتر، يستند إلى حوافها لوحان من الزجاج، يجلس فوقهما غطاء بلاستيكي أصفر، فيتشكل كوخ أصفر صغير، مُتحرك، يُجرُ باليد، يُزاحم السيارات والمارة على جوانب الشارع، يقوده في الغالب شاب صغير، يبتسم للمارة وينادي: 'ذرة، ذرة سخنة وزاكية'.
زيدان صافي '14' عاما من مخيم الجلزون، يتكئ على جدار حديدي يفصل المارة عن الطريق في شارع الإرسال، وسط مدينة رام الله، يُنظف كوخه الأصفر بواسطة قطعة قماش بسيطة، مُبللة، مُكرراً الأغنية المنبعثة من هاتفه المُعلق بسقف العربة 'وتعال تعال تعال يا حبيب العمر تعال'،
يُرتب زيدان الكاسات البلاستيكية بطريقة 'هرم'، الصغيرة ب5 شيقل، المتوسطة ب7 شيقل، الكبيرة ب10 شيقل، سدين '4'سنوات وشقيقها شادي '5'سنوات، يصلان مسرعين، بلهاث خفيف، يقفان أما العربة، عين ترقب بخار الذرة المتصاعد من تحت غطاء حديدي، والعين الأخرى تراقب خطوات والدهما البطيئة، القادمة تجاههما، وصلا قبله شوقا للتسلية الشهية 'الذرة'، يقول والد الطفلين أبو شادي: 'في كل مشوار لي الى رام الله بصحبة سدين وشادي لا بد لنا من التوقف عند بائع ذرة، وكالعادة يسبقاني الى العربة ويبتسمان'.
نقلا عن وفا
أرسل تعليقك