رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق أحمد قريع

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق أحمد قريع، أنه ليس مدافعاً عن اتفاق أوسلو لأنه فى النهاية اتفاق تقرر السلطة وحدها مدى صلاحيته، مضيفاً أن اتفاق أوسلو كان اتفاقاً مؤقتاً لمدة 5 سنوات، وأن القيادة الإسرائيلية الليكودية حاربت أوسلو بالدم، بحسب قوله.

وأشار قريع الى أنه ليس محايداً أو بريئاً من تهمة التقصير في ما يتعلق بالانقسام الداخلي الفلسطيني، مشيراً إلى أن الوضع الفلسطيني شاذ، وغير صحي، وليس في صالح القضية، معزياً ذلك إلى طول فترة الانقسام، ومعرباً عن مخاوفه من اعتياد الناس عليه، ومؤكّدًا أن هناك جهوداً تبذل سعياً للتوافق الداخلي الفلسطيني، لأن الجميع يعيش أزمة، لا سيما حركة حماس، وكذلك فتح لديها مشكلة، ووضعها الحالي يحتاج للعلاج، وحالتها الراهنة لا تجعلها قادرة على تحمل أعباء المرحلة، وبالتالي فالاتحاد أمر هام لإحياء القضية الفلسطينية، لابقاء الأمل في قلوب الناس.

وأضاف قريع، أنه يجب إعادة النظر بكل شفافية ومسؤولية فى كافة الأوضاع الفلسطينية الحالية، مؤكدًا ضرورة لم شمل حركة فتح بالكامل، وأن يضع الجميع مصلحة فتح نصب أعينهم، مؤكداً أنه إذا كانت مصلحة فتح فى عودة كوادرها إذن فليعودا، وبالتالي فالحركة في حاجة لكل أبنائها وكوادرها .

وكشف القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالد بركات بأن التوقيع على اتفاقية أوسلو " شكّل كارثة للقضية الفلسطينية وطعنة مسمومة للشعب الفلسطيني يعاني من ويلاتها وآثارها التدميرية حتى الآن"، مشيراً إلى أن البديل الوحيد أمام الفلسطينيين هو الفكاك الفعلي من قيود مرحلة أوسلو والخلاص من كافة التزاماتها السياسية والأمنية والاقتصادية."

وأوضح بركات : " في مثل هذا اليوم قبل 23 عاماً قامرت القيادة المتنفذة في منظمة التحرير بحقوق شعبنا الوطنية في الغرف المظلمة، وطعنت الانتفاضة الشعبية الكبرى في خاصرتها وبددت انجازاتها التاريخية التي تحققت بالدم والنضال، حيث جرى التوقيع على اتفاق سياسي كان في الجوهر صك استسلام علني قدمته هذه القيادة للاحتلال مسنودة بالبرجوازية الفلسطينية المنتفعة، وبغطاء من الأنظمة الرجعية العربية، وأضاف :" أن القيادة الفلسطينية بتوقيعها على هذه الاتفاقية تنازلت عن 78% من أرض فلسطين وهددت حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهو جوهر الصراع الفلسطيني الصهيوني، واليوم أصبح كل الشعب الفلسطيني رهينة يومية لالتزاماتها الأمنية والسياسية والاقتصادية ".
 
وتابع بركات " هذه الاتفاقية لا تعكس إرادة شعبنا لأنها لم توقع بإرادته الجماعية بل وقعها أشخاص احتكروا القرار السياسي كله" ، وأضاف " أهم الأهداف المباشرة  لاتفاقية أوسلو كان تصفية الانتفاضة الشعبية الكبرى في الأرض المحتلة والتي عجزت " اسرائيل "عن مواجهتها لسنوات، شكلت الانتفاضة في حينها خطراً داهماً على مصالح أمريكا وعلى وجود الأنظمة الرجعية في المنطقة، ولذلك جرى مصادرة القرار الشعبي الفلسطيني من الشارع ومن القيادة الوطنية الموحدة وتم وضعه في يد مجموعة من الأفراد، هذا الأمر كرّس حالة التفرد والهيمنة داخل المؤسسات الفلسطينية .

وشدد بركات على أن الخلاص من اتفاقية أوسلو ومرجعياتها يأتي فقط من خلال النضال والاحتكام للإرادة الشعبية الفلسطينية ومواجهة مشاريع التصفية التي تجري في السر والعلن، وتعزيز جبهتنا الفلسطينية الداخلية في مواجهة الاحتلال من جهة ولإسقاط مشاريع التصفية، وهذا يدعونا إلى ضرورة انهاء الانقسام، وبناء الاستراتيجية الوطنية الموحدة التي تتمسك بكامل حقوقنا الوطنية وفتح كل الخيارات لتأمينها وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني انطلاقاً من ذلك.

وأوضح الناطق الاعلامي والقيادي في حركة حماس سامي أبو زهري"أن اتفاق اوسلو كان على حساب التحرر ومشروع المقاومة، ووفر غطاءا للاحتلال لمواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وبحق المقدسات وتكثيف الاستيطان ونهب الأراضي عدا عن اعادة تلميع صورة الاحتلال أمام العالم بعد أن تنازل الفلسطينيون عن جزء من حقوقهم"، معتبرًا  أن "اوسلو" مثل تنازلا عن معظم الاراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948 وأصبح الاحتلال دولة معترف بها فلسطينياً ، ومعترف بها على ما أحتلته من أرضنا عام 1948، وبات البعض يعتبر أن فلسطين هي غزة والضفة والقدس.