عملية «تمييل» لشرايين قلب رام الله التحتا
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

عملية «تمييل» لشرايين قلب رام الله التحتا!

 فلسطين اليوم -

عملية «تمييل» لشرايين قلب رام الله التحتا

حسن البطل

سألني: هل لمهجة القلب وسويداء القلب المعنى ذاته؟ فسألته هل يختلف المعنى من القلب إلى الفؤاد. القلب للجماد أحياناً، والفؤاد لقلب الأحياء.
لعل سؤاله وسؤالي أثارا في خلده غير ما في خلدي، فنيتي أن أكتب شيئاً غير عن بلاغة اللغة، إنما موقع شقتي في سويداء قلب رام الله التحتا، وهذه المدينة بمثابة القلب في نبض الضفة.
من الشرفة الغربية أطلّ على مدرسة ذكور رام الله الاعدادية - الأونروا، ومن الشرفة الشرقية أطلّ على مدرسة عزيز شاهين الثانوية للبنات. قل: رجال المستقبل وأمهاته. هذا أيار موعد خفقة القلب الكبيرة لمدارسنا، أي الامتحانات بين خفقة قلب كبيرة في أيلول، مع افتتاح المدارس، والثانية مع امتحانات نهاية السنة الدراسية، أرى من شرفتي هذه وشرفتي تلك انتظام طوابير الصباح للتلاميذ في الساعة الثامنة.
لكن، في خفقة قلب شهر الامتحانات، أراهم بين العاشرة ومنتصف الظهيرة يخرجون من الصفوف دون حقائب ثقيلة على مناكبهم، ومع ساندويشات فلافل ومقرقشات بطاطا، وقناني الماء والمشروبات. وفي خفقة القلب هذه يلتقون في شارع الشقرة، وباقي ازقة رام الله القديمة، كما يختلط ماء عذب بماء مالح. هكذا بدأت الحياة، وهكذا يبدأ رجال المستقبل وأمهاته.
من حزيران، بعد نتائج الامتحانات، سأرى من شرفتي الشرقية مدرسة البنات هامدة حتى أيلول، لكن من شرفتي الغربية سأرى تلاميذ مدرسة الأونروا يلعبون الطابة في ملعب المدرسة، كما كنت وأترابي نفعل لمّا كنّا في مثل أعمارهم.
لماذا بدأت بمهجة وسويداء القلب، والمعنى من القلب والفؤاد؟ لأنني صبحاً ومساءً أسير في مهجة وسويداء قلب رام الله التحتا، المرصوفة أزقته ببلاط صناعي. هنا مقر الكمنجاتي، الذي كان ولداً في الانتفاضة الأولى، ومقر «تامر» للتعليم المجتمعي .. دائماً أقول لكناس الشارع: صباح الخير صباحاً، وللفتية والشباب على قارعة الأزقة مساء الخير.
كيف ستبدو رام الله - التحتا بعد ورشة ثالثة، أو رابعة، من ترميم مبانيها القديمة، إلى تحديث البنية التحتية والفوقية لأزقتها وشوارعها، والآن؟ ترميم وتحديث البنية التحتية والفوقية لشارعها الرئيس، شارع السهل؟
انتهزت محلات شارع السهل الفرصة، ليقوم بعضها بنفضة في ديكوراتها، لتجاري ما يحصل في شارع ركب - الرئيسي، لكن مع مشروع انارة يليق بمدينة عتيقة، بدعم من بلدية باريس.
ما أرجوه من بلدية رام الله أن تحافظ على هيبة الحجر فيها، ولا تكرر غلطة تحديث واجهات محلات الشارع الرئيس، التي تقوم بتنفيذ ديكور حديث وجذاب، لكن مع تغطية الجدران الحجرية بكسوة من الألمنيوم الملون.
حسب ما قرأت، فإن البلدية تعهدت أن تتولى تنظيف جدران محلات رام الله التحتا وبيوتها بالرمل، كما فعلوا في باريس قبل سنوات.
ما يجري في أزقة وشوارع رام الله التحتا كان قد جرى في شوارع مركز المدينة، حيث رفعوا الأنابيب الصدئة للمياه، وبنوا ارصفة جميلة، ذات اشجار، واضاءة جديدة، وهكذا قاموا بما يشبه «تمييل» شرايين قلب المدينة، ووقايتها من «الاحتشاء القلبي».
صباحاً، جلسة في مقهى رام الله - الشارع الرئيس. مساءً جلسة في مقهى الانشراح - شارع السهل - رام الله القديمة.
محظوظ أن اعيش في مدينة هي قلب هذه الضفة، ومحظوظ أن أسكن في سويداء ومهجة قلب المدينة القديم. مدرسة الأولاد من الشرفة الغربية ومدرسة البنات من الشرفة الشرقية.
عمارة كبيرة تحتضن بيتاً قديماً جميلاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عملية «تمييل» لشرايين قلب رام الله التحتا عملية «تمييل» لشرايين قلب رام الله التحتا



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 07:47 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

فتح تحقيق فيدرالي في وفاة ضابط شرطة في "أحداث الكونغرس"

GMT 12:56 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

انعشي منزلك ببهجة اﻷلوان

GMT 11:29 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

انخفاض كبير في قيمة ميسي ونيمار ومبابي

GMT 13:34 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد شاب متأثرًا بجراحه برصاص الاحتلال في القدس
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday