حلب و مفهوم النصر
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

حلب و مفهوم النصر

 فلسطين اليوم -

حلب و مفهوم النصر

بقلم : د. يوسف رزقة

تبادل بوتين التهاني مع الأسد بمناسبة تحرير مدينة حلب؟! وتجري في مدينة حلب احتفالات بالنصر يقوم بها كل من أنصار الرئيس الأسد، وحلفائه من الطوائف الأخرى. بينما تمشط القوات السورية المنطقة الشرقية وتنزع الألغام والعبوات التى تركتها قوات المعارضة. 

في تعليق لافت لجهات سعودية قالت بشكل تهكمي هذا أول نصر سوري بعد هزيمة ١٩٦٧م، وعليه فالاحتفالات جائزة،؟!وهذا القول يذكرنا باحتلال إسرائيل للجولان السوري منذ عام ١٩٦٧م، وحتى تاريخه، بل إن إسرائيل أعلنت ضم الجولان إليها دون أن تفعل الدولة السورية شيئا طوال هذه المدة البالغة لعقود مديدة. 

ربما يجوز لروسيا والطوائف المشاركة في قتال حلب أن تفرح وأن تحتفل بالنصر، ولكن هذا الاحتفال غير مفهوم من طرف النظام السوري، لأن المدينة التي دمرت هي ثاني مدينة سوريا بعد دمشق، والقتلى سوريين، والجرحى سوريين، والمهجرين رغما سوريين، فهل هذه الأمور تبعث على الاحتفال.

نحن نعيش في عصر غريب يضربنا العدو في عقر عواصمنا وقواعدنا العسكرية، ولا نتمكن من الرد على عدوانه، بل وأحيانا لا نعلق على اعتداءاته، ونفضل أن تبقى طي الكتمان خشية الفضيحة، بينما نسمي ما جرى في حلب نصرا، وتجري له الدولة احتفالات، بينما حلب جرح غائر في قلب سوريا، كما كانت حمص جرحا نازفا في الخاصرة السورية. 

النصر الذي يحتفل به الأسد وحلفاؤه لا يعني توقف الدم السوري عن النزيف بعد حلب. سوريا تنزف من عام ٢٠١١م، وما زالت تنزف في مناطق مختلفة، والاستقرار بعيد عنها بعد المشرقين كما يقولون، حتى مع بقاء تدخل الروس والطوائف الأخرى. 

مفهوم النصر هنا مفهوم شخصي ينتمي إلى تعريف النظام له فقط، وهو في نظر غير النظام ليس نصرا بالمفهوم العام، لأن القتال لم يتوقف، ولم تستسلم المعارضة لإرادة النظام، وما زالت الحرب دائرة في مواقع مختلفة من بلاد الشام العزيزة على قلب كل مؤمن يحب هذه البلاد، ويحب شعبها وأهلها. 

إن خروج المدنيين من شرق المدينة مهجرين إلى غربها أو إلى إدلب لا يعد نصر، وإن خروج المقاتلين بأسلحتهم الخفيفة من حلب الشرقية إلى إدلب مركز تجميع المعارضة لا يعد نصرا بأي حال من الأحوال. ألنصر أن يستسلم أحد الطرفين للآخر، وان يفرض الطرف المنتصر إرادته وتصرفاته على الجميع. 

في العالم العربي مهارة قديمة في تحديد مفهوم النصر بشكل مخالف لطبيعة الأشياء، فهزيمة ١٩٦٧م كانت مجرد نكسة وليست هزيمة، مع أنها أبلغ الهزائم في العصر الحديث، وحرب ١٩٧٣م كان نصرا رغم أن الإسرائيل دخل إلى الضفة الغربية وحاصر الجيش الثالث، وظل محتفظاباحتلاله و بتفوقه في الجولان السوري، نحن للأسف نحدد مفهوم النصر في ضوء رؤية الرئيس وفي ضوء ما يرضي الرئيس، وكأن العالم لا يرانا، وليس لديه مفاهيم واضحة عن النصر والهزيمة. شيء مؤسف ومؤلم، ولكن هذا هو حال العرب للأسف أيضا، عالمنا أشبع بالنعامة؟! .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلب و مفهوم النصر حلب و مفهوم النصر



GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 22:05 2017 الأربعاء ,02 آب / أغسطس

لا هجرة بعد درس النكبة

GMT 05:13 2017 الخميس ,27 تموز / يوليو

ثقافة القتل

GMT 21:36 2017 الإثنين ,24 تموز / يوليو

من تداعيات الأزمات العربية

GMT 16:45 2017 الأحد ,23 تموز / يوليو

الأقصى يوحد الأمة

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:58 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حزب الله يستهدف 7 مواقع للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:42 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 10:30 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الناتو يقرر تمديد وجوده في أفغانستان حتى عام 2024

GMT 04:31 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

"حماس" تستنكر "زيارات تطبيع" مع الكيان الإسرائيلي

GMT 04:19 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الصفراء عند الأطفال الأسباب والأعراض والعلاج

GMT 01:44 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ودّعي جميع الروائح الكريهة في الرخام بمواد في كل مطبخ

GMT 11:26 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم محمد رجب يبدأ تصوير مشاهده في فيلم "بيكيا" الجمعة

GMT 14:19 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

رونالدينيو غير نادم على عدم المشاركة في البريميرليغ
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday