المينى بار
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

المينى بار

 فلسطين اليوم -

المينى بار

بقلم : أسامة غريب

كنت فى فندق خارج مصر منذ أسابيع قليلة ووجدت نفسى أفتح الثلاجة الصغيرة التى يضع بها الفندق زجاجات الماء والعصائر وبعض قطع الشوكولاتة والبسكويت، ولقيتنى أسحب زجاجة ماء وكيس فول سودانى. عندما بدأت فى تناول حبات الفول عبرتنى فكرة مفاجئة أخذت بعدها فى الضحك المتصل.. ضحكت على هذا السلوك الجديد الذى لم أكن أفعله فى السابق، فلقد عشت زمناً طويلاً أضحك مع الأصدقاء على الزبائن المغفلين الذين ينزلون بالفنادق ثم يتناولون الأشياء السخيفة التى يمتلئ بها المينى بار، وعند الحساب يدفعون مبلغاً كبيراً ثمناً للبلادة والغفلة التى منعتهم من النزول أسفل الفندق والحصول من البقال على كل ما يريده المرء بقروش قليلة.. إذ من المعلوم أن ثمن زجاجة ماء واحدة بالفندق يساوى كرتونة ماء كاملة عند البقال، ومن الممكن أيضاً لمن شاء أن يتصل بالبقال ليحمل إليه ما شاء من سلع إذا لم يكن الفندق يضع قيوداً على ذلك!.

وبطبيعة الحال لا ينطبق التنظير السابق على ما قد يطلبه المرء من مأكولات ووجبات بالفندق، حيث إن بعض الفنادق يقدم طعاماً متميزاً يستحق ما يُدفع فيه. وفكرة المينى بار هى نفسها فكرة البقال الموجود أسفل المسكن فى كل بلاد العالم والذى لا يتنافى وجوده مع وجود محال السوبر ماركت العملاقة.. فى الماركت الكبير تكون السلع أوفر والأسعار أرخص.. أما البقال المجاور فهو للكسالى أو للمضطرين ليلاً ولذلك فإن أسعاره دائماً أغلى.. ولهذا رزقه ولذاك رزقه أيضا. لكن ها هى السنون تمر وأجد يدى تمتد إلى الثلاجة لآخذ منها ما يضعنى مع التنابلة فى صف واحد.

ما الذى حدث؟ هل فت الزمن فى عضدى وأصبحت أركن إلى الكسل مثلما يفعل من كنت أضحك عليهم؟ ليس للحالة المادية دخل فى الأمر، فلم أكن معدماً حين كنت أنزل لأتمشى فى الشارع وأشترى مستلزمات التسالى والقزقزة. لا شك أن الأمر لا يأتى بغتة، لكنه يحدث بهدوء وبطء.. فى الأول يكون الإنسان وافر الطاقة شديد النشاط، ويكون رصيده من الصحة والقوة أكبر غالباً من الرصيد فى البنك، ومن ثم يصرف الإنسان مما لديه ويفعل بنفسه كل الأشياء التى يرى مَن دونه سناً وفتوة يستخدمون آخرين فى قضائها لهم. ثم يبدأ إيقاع الحياة اللاهث فى الإبطاء شيئاً فشيئاً، ويجد الإنسان نفسه يعتذر لأصدقائه عن الخروج ويفضل قضاء السهرة بالبيت، ثم يستسهل استعمال السيارة بداع وبدون داع، ويعتاد قلة المجهود الحركى ويقضى جالساً وقتاً أطول، ثم يصبح السير مسافات طويلة ضربا من الماضى السعيد. فى هذه الأثناء لا يتوقف عن السفر للخارج ولا النزول فى الفنادق، لكن يظل فتح المينى بار من الممنوعات، ذلك أنه قد ارتبط فى الذهن بالخيبة والترهل التى يحرص المرء على دفعها عن نفسه.

لكن اليوم يبدو أننى بدأت عهداً جديداً اختلفت فيه الحسبة، فأصبح توفير الطاقة الحركية والذهنية أكثر فائدة حتى بالحسابات المادية، لأن فى ذلك صيانة للقدرة التى لم تعد وافرة كالسابق، وهى فى النهاية التى تجلب المال الذى يغطى نفقات الحياة.. ومن ضمنها كيس الفول السودانى الموجود داخل المينى بار!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المينى بار المينى بار



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

GMT 06:17 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

أخطاء عبدالناصر وإنجازاته

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 19:58 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

4 انتصارات في ختام دوري الدرجة الأولى

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:59 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

منتزهات" الطائف" للتمتع بالطبيعة الخلابة والمساحات الخضراء

GMT 10:59 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

قائمة المرشحين لحصد جوائز "أوسكار" 2019 تخرج إلى النور

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة مؤثرة من الأميرة هيا بنت الحسين إلى شقيقها الأميرعلي

GMT 00:52 2014 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

اليابان تكشف النقاب عن الروبوت الأسرع في العالم

GMT 08:10 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سارة نخلة تُشارك في مسلسل "هبة رجل الغراب 4"

GMT 05:51 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

"رجال الأعمال" "قرار 800" يدفع الشركات الأجنبية للهروب من مصر

GMT 08:29 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لأفضل 12 وجهة سياحية للسفر في احتفالات الكريسماس"

GMT 16:56 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار سيارات كيا جراند سيراتو في السوق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday