الجنون والمسخرة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الجنون والمسخرة

 فلسطين اليوم -

الجنون والمسخرة

بقلم : أسامة غريب

أعمال نجيب محفوظ كثيرة وبديعة ويحظى العديد منها بشهرة ذائعة، كما يعرفها عوام الناس من الأفلام التى تناولتها، ومن أشهرها الثلاثية واللص والكلاب والقاهرة 30 والسمان والخريف وخان الخليلى والمرايا والسراب والطريق والشيطان يعظ. لكن على روعة كل ما كتب محفوظ فإن له رواية أثيرة عندى تفوق فى نظرى أكثر ما كتب وهى «الحب تحت المطر».. أقول هذا رغم أن النقاد لم ينصفوها، بل عدّوها واحدة من أضعف أعمال محفوظ، وربما ساعدهم على التقليل من شأنها أن الفيلم المستوحى من الرواية والذى أخرجه للسينما حسين كمال لم يكن جيداً، وهذا فى تقديرى لم يمنح هذه الرواية البديعة حقها من التقدير.

وربما تكون للروايات والأعمال الفنية حظوظ مثل حظوظ البشر لا يسهل تفسيرها، ولعل هذا يكون من أسباب حبى وإعجابى بهذه الرواية التى تناولت الفترة من 67 إلى ما قبل حرب أكتوبر 73 وهى فترة عذاب عاشه شعب مصر وقاسى ويلاته.. لا يتسع المقام هنا للشرح والتحليل، لكن من أسباب قرب هذا العمل من نفسى أننى تعاطفت بشدة مع بطل الرواية «حسنى حجازى» هذا الرجل الماجن الذى قد يراه البعض شيطاناً رجيماً لأنه تحت وطأة الحياة العبثية والافتقار للحب الذى لا يأتى تحت قصف القنابل قد جعل من شقته صالة لعرض الأفلام السينمائية الإباحية واستقطاب فتيات الجامعة الفقيرات اللاتى فتحت مجانية التعليم أمامهن أبواب الأمل على مصراعيه، بينما أغلقته الهزيمة المروعة فى وجوههن، حتى إن بطلتى الفيلم لا تجدان فى نفسيهما الجدارة بالمجد والشرف ولكن تلقيان مكانهما الطبيعى فى شقة حسنى الذى أخذتا فى التردد عليه مدفوعتين باليأس والحزن والمرارة، فضلاً عن أن حسنى حجازى كان على مجونه وعبثيته شديد الحنو على البشر ولديه قدرة على أن يغفر الضعف البشرى ويتفهمه، وكانت حياته وعلاقاته هى نوع الحب الوحيد الذى رآه فى المتناول، بينما الوطن يتعرض لزخات من القنابل تلقى بها إسرائيل كل يوم على أى مكان تريده من الأرض المصرية. ولقد تعاطفت بشدة مع الرعب الذى كان ينتاب حجازى من أن يعود ذات يوم للبيت فيجد غارة إسرائيلية قد مسحت شقته من الوجود، تلك الشقة الداعرة التى مثلت له الملاذ والراحة، ولم يكن يستطيع إذا انهدمت العمارة وضاعت الشقة أن يبقى على قيد الحياة دقيقة واحدة بعد ذلك!. وكان حجازى وهو ينظر لتلك الحقبة التى اشتهرت بفترة اللاسلم واللاحرب يرى أن الجنون هو الطابع المميز لتلك الأعوام اللعينة، ولهذا لم يتردد فى الاستجابة لكل دواعى الجنون المُلقى على قارعة الطريق!

كثيراً ما تمنيت لو أن نجيب محفوظ قد أكمل مسيرة حياة حجازى بعد انتهاء الحرب حتى وصولنا إلى مرور 44 سنة على آخر الحروب حتى نرى هل انتهى الجنون الذى ميز سنوات الحرب، أم أن جنون الحرب يهون إلى جانب المسخرة التى دخلناها تحت مظلة السلام!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنون والمسخرة الجنون والمسخرة



GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

GMT 06:17 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

أخطاء عبدالناصر وإنجازاته

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 21:52 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

كيف تحصلين على مكياج مثالي لبشرتك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday