البيان رقم واحد
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

البيان رقم واحد

 فلسطين اليوم -

البيان رقم واحد

بقلم :أسامة غريب

فى كل مرة أزور مدينة عربية فى بلد خليجى أجدنى أبذل جهداً ملحوظاً للبحث عن أهل البلد. أحياناً يحالفنى التوفيق وأعثر على بعضهم وأحياناً أفشل حيث يكونون مختفين تحت ركام جحافل الهنود الذين يسدون الأفق ويملأون الفراغ ويشغلون كل حيز ممكن على الأرض. بالطبع هذه ليست دعوة تحريضية ضد الهنود فى الخليج، لكنها ملحوظة تفرض نفسها علىّ وتدفعنى للتفكير فيما يكون عليه الوضع فى المستقبل لو سارت الأمور سيراً طبيعياً وظل هذا التكاثر الهندى يزداد ويطّرد.

يتحدث العربية، جميعهم يفتحون الراديو على أغان تبث من محطات فى مدراس ودلهى وتريفاندروم، ولم أدخل محل بقالة به يمنى أو سورى أو مصرى أو لبنانى.. كلهم هنود وباكستانيون وبنغاليون، ولم أر فى الشارع رجلاً عربياً واحداً، فقط كرنفالات هندية صاخبة تملأ الشوارع والميادين ومحطات الحافلات. حتى عندما أردت شراء خط تليفون وجدت العاملين بشركة المحمول كلهم هنودا، وعندما قمت بالاتصال بقسم خدمة العملاء رد علىّ موظف هندى تفاهمت معه بصعوبة بالغة رغم أننى أجيد الإنجليزية، ولم أعرف حينها ماذا يفعل الشخص الذى لا يتحدث سوى العربية. المشكلة أن الإنجليزية التى يتحدثها الهنود الذين تعاملت معهم هى إنجليزية لا تمت للغة لندن أو نيويورك بصلة، هى لغة خاصة لا يفهمها سوى أهل الخليج ولا يمكن لشخص من خارج المنطقة أن يستوعبها.

ومع وجود دور العرض السينمائى التى تضم شاشات عديدة لا تعرض سوى الأفلام الهندية ووجود المدارس والمعاهد ودور التعليم الهندية، بالإضافة إلى آلاف المطاعم التى تفوح منها رائحة الكارى، أيقنت أن بعض مدننا الزاهرة التى نتصورها مملوكة لنا نحن العرب هى فى حقيقتها مدن هندية، وأدركت أن الهنود يجاملوننا ويتركوننا نتوهم أنها مدن عربية ونتصور أننا أصحابها وأنهم عليها مجرد ضيوف. هم يَدَعوننا لأوهامنا لأنهم يدركون ببساطة أنهم فى النهاية سيرثون هذه الأرض ومن عليها وما عليها، والمسألة فقط مسألة وقت، فمن ذا الذى يستطيع اليوم أن يعيد التركيبة السكانية إلى طبيعتها ويتخلص من جانب كبير من هؤلاء. لا أظن أن دولهم النووية تسمح لكائن من كان أن يتخذ قراراً كهذا، ولا أظن أن هذا مرغوب فيه، حتى بعد أن ألف الناس الحياة الناعمة التى يقوم فيها الهنود عنهم بكل الأعمال. وأخشى أن الكابوس قد يأتى إذا صادفنا ظروفاً كالتى حدثت فى الرواية الإنجليزية الشهيرة عندما أصبح خادم العائلة الأرستقراطية هو السيد، بعدما قذفت بهم الأمواج إلى إحدى الجزر، وكان الخادم هو الوحيد القادر على العمل فأصبح هو شيخ الجزيرة القادر على الصيد والقنص والطهو وإطعام الرعية. كما أخشى أن أصحو فى يوم من الأيام على صوت المذياع يعلن البيان رقم واحد وفيه أن القائد الملهم ممتاز خان أو شابور سينج أو مهراتا كابور قد نزل على إرادة جماهير الأمة ووافق أن يتولى الحكم!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيان رقم واحد البيان رقم واحد



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

GMT 06:17 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

أخطاء عبدالناصر وإنجازاته

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 13:39 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 05:35 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا وبيلا حديد بسترة واحدة على "إنستغرام"

GMT 21:07 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شوارع بيروت تغرق في النفايات بسبب الامطار الغزيرة

GMT 07:21 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

زينة تلجأ إلى تحليل "DNA" لإثبات النسب لأحمد عز

GMT 09:17 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

«حماس» تتوارى عن الأنظار

GMT 00:10 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عمار سلمان يعود لتدريب أهلي الخليل

GMT 23:49 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب رفح يصارع القادسية والشجاعية يتحدى الهلال
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday