نحن الضحايا
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

نحن الضحايا

 فلسطين اليوم -

نحن الضحايا

بقلم أسامة غريب

كنت أشرب الشاى فى «بيت الشاى الروسى» بمدينة نيويورك فى حضور مجموعة من المثقفين والصحفيين الأمريكان. كان الحديث يدور حول حل الدولتين الذى يسعى نتنياهو لوأده وجعله مستحيلاً، ولم يفتنى قاصداً أن أذكّر الجميع بالعدوان الذى تقوم به إسرائيل بشكل دورى على قطاع غزة بحيث تجعل الحياة جحيماً على الدوام، عندما انبرى أحد الصحفيين اليهود بقطع كلامى محاولاً تسجيل نقطة لصالحه. سألنى بتحدٍ: بلغنى أن لديكم فى مصر أناسا ينكرون الهولوكوست، وأخشى أن إدانتك المريرة للعمليات الإسرائيلية ضد الإرهابيين فى غزة قد تشى بأنك من الممكن أن تكون من هؤلاء الذين ينكرون المحرقة؟

شعرت باستياء شديد من السؤال ومن الأسلوب الماكر فى توجيه دفة الحديث. قلت له: لست أعرف حجم ما فعله هتلر باليهود على وجه الدقة، وإن كنت قد قرأت بطبيعة الحال عن جرائم النازى بحق اليهود فى أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية.. ولاشك أننى أدين بكل قوة أى جريمة ضد الإنسانية يرتكبها أى أحد بحق اليهود وغير اليهود. انفرجت أساريره قليلاً غير أننى عاجلته: ولكن من المؤسف أن الذين نجوا من الهولوكوست وأفلتوا من محرقة هتلر توافدوا على أرضنا فى فلسطين فاحتلوها وطردوا أهلها بعد أن روعوهم وارتكبوا فى حقهم المجازر فى دير ياسين وكفر قاسم وغيرهما.

لم أكن وحدى صاحب هذا الرأى فى تلك الجلسة وإنما وقف معى بعض الأصدقاء العرب وأمّنوا على كلامى، الأمر الذى دفع صاحبنا للانصراف ومغادرة المكان بعدما أدرك أن حكاية الهولوكوست لن تجعله يهزمنا فى النقاش، خاصة أننا لا ننكره، لكن نؤكد أن الإسرائيليين انتقموا منا بدلاً من أن يردوا الضربة لمن أحرقوهم!

عندما يسألنى أحد عن الهولوكوست فإننى لن أتحامق وأنكره، لكن إذا لم تكن المحرقة مطروحة فلن أستدعيها أبداً لأننى لا أعمل لصالح الآلة الإعلامية للكيان الصهيونى، بل إننى سأسعى لتذكير العالم بالمجازر الإسرائيلية فى حق أبناء شعب فلسطين طوال السبعين عاماً الماضية. ليس هناك ما يدعونى لتذكير العالم بدون مناسبة بما حدث لليهود، خاصة أننا لسنا مسؤولين عنه وإنما كنا ومازلنا نتحمل الإبادة والطرد من أبناء وأحفاد ضحايا الهولوكوست.. ثم إن الإسرائيليين لم يبرز منهم أبداً من يأسى على ضحايانا فى مصنع أبوزعبل، ولا على أطفالنا الصغار الذين أذاب النابالم عظامهم فى مدرسة بحر البقر وفى معسكر قانا، كما لم نسمع أن أحدهم قد أدان إحراق أطفال غزة بالفوسفور الأبيض.

جعلنى هذا النقاش أتذكر حديثاً أدلى به البرادعى منذ سنوات لمجلة «دير شبيجل» الألمانية، وكان وقتها يخوض صراعاً سياسياً ضد خصومه من الإسلاميين عندما تطوع دون مناسبة وقال لمندوب الجريدة إن خصومه فى مصر يكرهون الموسيقى كما أنهم ينكرون الهولوكوست. كان البرادعى محقاً فى مسألة الموسيقى التى يكرهها الخنفشاريون المصريون، لكنه أخطأ بالتأكيد عندما غازل أبناء العم ورفع مأساتهم فوق رأسه مجاملاً، ولعل هذا وغيره ما يجعل مثل هذا الصحفى اليهودى يستسهل أن يقحم هذا الأمر معى فى الحديث لعلّى أخضع وأحاول استرضاءه أسوة بالأفندى بتاعنا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن الضحايا نحن الضحايا



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 15:40 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 10:57 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

تعرّف على "Corolla" الجديدة كليا من "تويوتا"

GMT 21:54 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"Urban EV Concept" أول سيارة هوندا كهربائية

GMT 05:12 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

بريطانيا تحول منزلًا مهجورًا إلى مكان لحماية التاريخ

GMT 11:37 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

باحثون يكتشفون عظمة غامضة في جسم الإنسان

GMT 07:56 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 10:49 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات ريسبشن رائعة و جذابة تبهر ضيوفك

GMT 11:25 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

أحمد الشناوي يكشف سبب انتقادات حارس الأهلي له
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday