فروق ثقافية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

فروق ثقافية

 فلسطين اليوم -

فروق ثقافية

بقلم أسامة غريب

شاهدت مؤخراً فيلماً اجتماعياً لطيفاً اسمه Married life أو «حياة زوجية»، يحكى عن زوج يجلس مع صديقه فى جلسة بوح، فيحكى له أنه على علاقة بسيدة يحبها بشدة ويعتزم الزواج بها، وأنه ينوى ترك زوجته التى لم تستطع أن تمنحه السعادة التى يحلم بها، لكن المشكلة التى تؤرقه هى خوفه على زوجته من الصدمة وتأكده من عدم قدرتها على العيش بدونه. بعد أن يستمع الصديق الأعزب إلى المشكلة يطلب من صديقه الدونجوان المتزوج أن يعرّفه إلى صديقته التى ينوى الزواج بها حتى يرى إن كانت تستحق أن يهدم البيت المستقر من أجلها. وبالفعل يتعرف الصديق على هذه السيدة فتأسره بحسنها ويجد نفسه واقعاً فى غرامها وساعياً بكل الطرق لإفساد علاقة صديقه معها ليظفر هو بها. وبينما الأحداث تدور على هذا النحو يكتشف الصديق الأعزب بمحض الصدفة أن زوجة صديقه هى الأخرى واقعة فى علاقة حب مع أحد الجيران، ثم تعترف له الزوجة وصديقها بأنهما متحابان منذ فترة ويعتزمان الزواج لولا أن الزوجة لا تدرى كيف تصارح زوجها بالحقيقة وتخشى أنه لن يحتمل أن تتركه لأنه لا يستطيع أن يحيا بدونها!.

هنا يجد الصديق الأعزب أن مشكلة صديقه قد حُلت. يكفى أن يخبر زوجته بأن زوجها هو الآخر فى علاقة حب حتى يستريح الجميع ويتزوج كل واحد بمن يحب.. ما عداه هو. لهذا فقد قرر أن يخفى الحقيقة عن الزوجة وأن يعمل على تعزيز مخاوفها بشأن زوجها الذى قد يقتل نفسه إذا تركته!. وفى الوقت نفسه يقنع الحسناء بأنها ستقوم بزلزلة بيت آمن وستؤدى إلى تعاسة زوجة وفيّة إذا مضت فيما هى عاقدة العزم عليه وتزوجت بالرجل بعد أن يطلّق زوجته. وبالفعل يفوز هو بالحسناء ويتزوجها بعد أن انتزعها من صديقه، ولا يجد الزوج سوى أن يعود لزوجته، وكذلك يفعل عشيقها. وينتهى الفيلم بمشهد شديد الوضوح يجمع بين الزوج وزوجته والصديق العريس وزوجته والجار وزوجته يحتفلون فى منزل أحدهم فى سهرة على العشاء على أضواء الشموع بعد أن استقرت الأحوال ولكل واحد منهم أليفه الذى يسكن إليه وقد زالت الأفكار الجامحة، وتنزل تترات النهاية وكل زوج يراقص زوجته فى سعادة، فى حين لم تحُل التعقيدات السابقة دون استئناف الصداقة والود بين الزوج والصديق والجار الذين سعى كل منهم للظفر بامرأة رفيقه!.

لم أتناول الفيلم بسبب أنه تحفة فنية وإنما بسبب ما أثاره فى نفسى من تعجب على الفروق الثقافية بين المجتمعات بعضها وبعض. فلو أن هذه الأحداث حدثت عندنا وهى بالتأكيد تحدث، إلا أن استجابة الأطراف وردود أفعالهم لابد ستكون مختلفة، وليس من المتصور أن يجلس ستة أشخاص مثل هؤلاء مع بعض فى مصر فى جلسة عشاء مسائية يسودها الرضا والوئام، وأغلب الظن أن العداء المستحكم سيكون هو ما يربطهم ببعض، ومن المؤكد أنهم سيتحاشون اللقاء، وبعضهم سيكون شاعراً بالخجل وبعضهم ستكون عينه مكسورة، أما فى الغرب فالأمر مختلف.. لهذا نقول إنها الفروق الثقافية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فروق ثقافية فروق ثقافية



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 17:35 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

الجزائر تحظر الألعاب النارية وتصنفها "عتاد حساس"

GMT 10:57 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المصارعة الحرة تتهم ري مستريو بالقتل غير المتعمد

GMT 18:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أشهر كذبات نيسان التي صدقها كثيرون

GMT 09:28 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى فتاة سورية لجأت الى فرنسا تبحث عن والدها المخطوف
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday