لصة ولصة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

لصة ولصة

 فلسطين اليوم -

لصة ولصة

بقلم :أسامة غريب

وقفت الفتاة أمام إحدى واجهات محل تجارى كبير وراحت تتطلع إلى المعروضات وفى حركاتها شىء من التردد والرهبة. تلكأت قليلاً ثم ما لبثت أن تمالكت جأشها وقررت الدخول. فتحت الفتاة حقيبة يدها ثم سارت فى طرقات المحل تتصنع التؤدة والرزانة، وكانت امرأة تترقبها منذ أول وهلة وتسير فى إثرها كما يتبع الكلب الطريدة.. وكانت المرأة على جانب من البدانة ويبدو فى عينيها بريق العزم. تنقلت الفتاة بين أقسام المتجر ووقفت لدى أحد الأقسام فالتقطت زوجاً من الجوارب الحريرية ودسته فى حقيبتها، ثم مالت على بضع ثياب داخلية غالية الثمن فالتقطتها فى مهارة، وانطلقت الفتاة تنشل ما خف حمله وغلا ثمنه من المعروضات وتدسه فى حقيبة يدها وكأنها فارقها التردد والوجل.

كانت المرأة البدينة تتعقب الفتاة من قسم إلى قسم وفى عينيها ذلك البريق. وبلغت الفتاة قسم أدوات الزينة ثم التفتت وراءها فرأت المرأة تتبعها استولى على الفتاة شىء من الارتباك، إذ تقابلت نظراتهما، لكنها سارت فى هدوء مصطنع نحو باب الخروج لمحت المرأة تتبعها عن كثب وهى تجتاز الباب وسارت بضع خطوات وإذا بها ترى أحد رجال البوليس ينظر إليها فلم تستطع حراكاً ووقفت فى مكانها، ثم طرق أذنها صوت يقول: أرجو أن تعودى إلى المتجر معى. التفتت إلى مصدر الصوت فوجدت المرأة إلى جوارها.

قالت الفتاة فى نغمة واجفة: أنا.. إننى.. لقد كنت.. عادت المرأة تقول: إذا كنت لم تفعلى شيئاً فلتعودى معى للمحل حتى أقوم بتفتيشك. قالت الفتاة: لقد كانت غلطة وأؤكد لك أننى لن أعود إلى ذلك أبداً. نظرت المرأة إلى وجه الفتاة تتفحصها ثم قالت: لعلك لم تتدبرى العواقب، لكن هل هذه أولى هفواتك؟. ردت الفتاة فى لهفة: أجل.. أرجو أن تسامحينى وتنفذى مستقبلى. لاحت من المرأة نظرة إلى رجل البوليس الواقف ثم قالت فى صوت خفيض: إتبعينى إلى هذا الزقاق القريب.

فى زاوية من الزقاق المقفر وقفت المرأة والتفتت إلى الفتاة تقول: أتعديننى ألا تعودى إلى السرقة؟ قالت الفتاة: أعدك وعد شرف.. ثم قامت بفتح حقيبتها وانتقلت المسروقات إلى حقيبة المرأة فى هدوء، فلما تم ذلك بدا على وجه المرأة أمارات الفوز والابتهاج وأقفلت حقيبتها باسمة ثم التفتت إلى الفتاة وقالت فى شىء من الزراية: إنك حديثة العهد بالمهنة حقاً ولست تصلحين لها أبداً.. هل تحسبين أننى سوف أعيد هذه الأشياء إلى المتجر؟ كلا أيتها الحمقاء، إننى من بنات المهنة التى أردت أن تحترفيها فى سذاجة وجهل، وقد كنت على وشك أن أمارس العمل لولا أن رأيتك اليوم فخطر لى أن أدعك تعملين لحسابى وتتعرضين للخطر دونى، فتركتك تنشلين كما تشائين وترقبت الفرصة السانحة لآخذ ما خاطرت أنت فى سبيله دون أن أبذل جهداً.

فى هذه اللحظة تقدم الشرطى منهما ودنا من المرأة البدينة وقال باسماً: يخيل إلىَّ أنهم كانوا يتشككون فيكِ منذ زمن لكن لم يكونوا موفقين فى القبض عليك. قطعت الفتاة الحديث بقولها: هل تتفضلين بأن تتبعينا إلى المتجر؟ قالت المرأة ثائرة: وما شأنك يا لصة؟. ردت الفتاة: لست لصة كما تحسبين، لكنى الشرطية الجديدة التى عينت لحراسة المتجر!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لصة ولصة لصة ولصة



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 13:39 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 05:35 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا وبيلا حديد بسترة واحدة على "إنستغرام"

GMT 21:07 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شوارع بيروت تغرق في النفايات بسبب الامطار الغزيرة

GMT 07:21 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

زينة تلجأ إلى تحليل "DNA" لإثبات النسب لأحمد عز

GMT 09:17 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

«حماس» تتوارى عن الأنظار

GMT 00:10 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عمار سلمان يعود لتدريب أهلي الخليل

GMT 23:49 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب رفح يصارع القادسية والشجاعية يتحدى الهلال
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday