هُم أكرم منّا
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

هُم أكرم منّا

 فلسطين اليوم -

هُم أكرم منّا

بقلم أسامة غريب

لقد توقف إسهامنا نحن العرب فى الحضارة منذ ما يزيد على ألف عام. كل هذه القرون ونحن عالة على ما يكتشفه الآخرون ويخترعونه. هم يفكرون ويجتهدون ويخترعون، وحصيلة هذا كله تصلنا ونحن على مؤخراتنا قعود. وقد يستدعى هذا سؤالاً عما كنا يا ترى فاعلين لو أننا كنا أصحاب المنجزات الحضارية، فقمنا باختراع التليفون والسيارة والقطار والطائرة والثلاجة والغسالة والدفاية والراديو والتليفزيون والموبايل والكمبيوتر والبندقية والقنبلة والصاروخ والمدفع؟.

أغلب الظن أننا كنا سنستأثر بهذه المخترعات، ولم نكن لنجعلها متاحة لغيرنا بالتبادل والتصدير، باعتبار أن الآخرين هم الكفار الذين لا يصح أن نُواليهم، فنقدم لهم عصارة فكرنا ونجعلهم يستمتعون بما نستمتع به ويستخدمون ما نستخدمه لتوفير الوقت والجهد وتيسير الأعمال. هل ترانى أبالغ عندما أتصور أننا كنا سنحرم الغرب- الذى يسميه البعض منا «الغرب الصليبى»، إشارة إلى أنه عدو يتعين مواجهته لا التعاون معه- مما توصلنا إليه من مخترعات ونُقصرها على أنفسنا، حتى لو كان فى تصديرها نفع لنا وتدوير لمصانعنا وتشغيل لعمالنا وأموال تتدفق إلى خزائننا؟. فى ظنى أننى لا أبالغ وأن الفتاوى كانت ستصدر وقتها بتحريم هذا التبادل التجارى، لأن أمواله مهما كثرت فلسنا فى حاجة لها، لأن التعامل مع هؤلاء الناس يُغضب الله ورسوله، وبالتالى فإن أموال التجارة معهم لن تكون بها بركة، وسوف نبوء بالخسران إذا جعلنا رزقنا مرتبطا بالتعاون مع الكافرين.

أما إذا هبطنا من علياء الخيال وعدنا إلى أرض الواقع فسوف نجد أن الغرب هو الذى اخترع كل ما ينفع الناس ويمكث فى الأرض، ولم يكن دورنا يزيد على دور المتفرجين الذين يهللون للعبة الحلوة. ولعلنا نلاحظ أن أصحاب هذه المخترعات كانوا أكرم منا وأكثر إنسانية عندما أشركونا فى كل ما اخترعوه ولم يُقصروا ناتجه على أنفسهم. أعرف أن صوت أحد الأنطاع يرتفع الآن بأنهم لم يقدموا لنا منتجاتهم من باب الإنسانية، وإنما من بوابة البيزنس لأجل أن نكون سوقاً استهلاكية لما تُخرجه مصانعهم، وهو الأمر الذى يعود عليهم بالنفع، فيجدون فرصاً للعمل والكسب وتحقيق الذات. وهذه بطبيعة الحال حقيقة لا يُجدى إنكارها، ولكن للأمر وجهة أخرى، هى أنهم لو كانوا ينظرون لنا نفس نظرتنا إليهم باعتبارنا الكفار الذين لا يصح التعامل معهم لما رحَّبوا بأن يبيعوا لنا ويكسبوا منا، لكن نظرتهم- وإن كانت نفعية- إلا أنها أكثر شمولاً وإنسانية واعترافاً بآدمية الآخر وأهميته وإدراكاً بأن قدراً من التقدم بالنسبة للآخرين هو أمر ضرورى، حتى لا ينقسم العالم إلى معسكر المتحضرين ومعسكر المتوحشين. ويمكننى أن ألمح متنطعاً آخر يقول إن هذا الغرب يقدم لنا مخترعاته دون أن يزودنا بأسرارها حتى لا نُجاريه ونسبقه. يتجاهل النطع أن العلم متاح لمَن اجتهد، وأن أحداً لا يتطوع بتعويق نفسه ومناصرة منافِسيه. لكن فى النهاية أنا أعلم أن كلام الشيوخ هو الذى سينتصر، وستظل قناعة الناس أن الله قد سخَّر لنا الأجنبى ليخدمنا، وكفانا شر التفكير ووجع الدماغ!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هُم أكرم منّا هُم أكرم منّا



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 04:55 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

أحمد حلمي يُظهر موهبة جديدة له عبر "إنستغرام"

GMT 12:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

شرطة الاحتلال تبدأ بنشر أجهزة تنصت بدءًا من القدس

GMT 02:39 2017 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

التقاط صور لأشبال تتمتع بحياة قتالية شرسة ولطيفة

GMT 21:37 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إياد نصار يتقمّص دور الجوكر في "قعدة رجالة"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday