الفارس علاء الأسوانى
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الفارس.. علاء الأسوانى

 فلسطين اليوم -

الفارس علاء الأسوانى

بقلم : أسامة غريب

فى حفل استقبال شديد البهاء، قام السيد أندريه باران، سفير فرنسا بالقاهرة، بتقليد الروائى الدكتور علاء الأسوانى وسام الفنون والآداب الفرنسى بدرجة فارس والذى منحته الجمهورية الفرنسية للأديب المصرى الكبير. لم تكن ليلة التاسع عشر من ديسمبر 2016 كأى ليلة بدار السفارة الفرنسية بمصر، حيث شهدت تكريم فرنسا للأدب المصرى واعترافها بقيمة مصر التى لم تمنعها المصاعب والتحديات من أن تقدم للعالم أدباء وفنانين رفيعى المستوى عكسوا الصورة الحقيقية لهذا الوطن بعيداً عن الصور النمطية لبلادنا فى الغرب.. وهذا فى حقيقته ما اصطُلح على تعريفه بأنه القوة الناعمة لمصر. كانت كلمة السفير الفرنسى واضحة لتبيان أهمية التفاعل الثقافى بين دول العالم شرقها وغربها، وكانت حافلة بالتقدير والعرفان بقيمة ما قدمه علاء الأسوانى للأدب العربى ونجاحه فى الوصول للقارئ الفرنسى، فكان بحق جسراً عبرت عليه أفكارنا ومفاهيمنا ومعاناتنا وآلامنا وأحلامنا وتراثنا الحضارى، ممثلة فى أعمال «الأسوانى» الروائية.. عبرت إلى القارئ الفرنسى فأصبح أقرب لنا وأقدر على فهمنا وأكثر تسامحاً مع أخطائنا واستيعاباً لاختلافنا عنه. رأى فينا القارئ الفرنسى بشراً من لحم ودم، نحب ونحلم ونتألم ونربى أطفالنا ولسنا مجرد إرهابيين يداعب الدم خيالنا كما تُصورنا الميديا طول الوقت.

إذن، ما يمثله ويقدمه أديب مثل علاء الأسوانى هو أهم من كل ما تقوم به البعثات الرسمية التى تلتهم الدولارات الشحيحة دون أن تضيف شيئاً لمصر! لقد نجح فى الوصول إلى القارئ فى أوروبا وأمريكا بجهده وموهبته ودون دعم من أى جهة رسمية، فكان فخراً لكل مصرى ولكل قارئ باللغة العربية، وما تكريم فرنسا له إلا تكريم لمصر، ممثلة فى أحد أبنائها المتميزين. غير أن ما يصيب المرء بغصة مع حدث مبهج كهذا هو التجاهل الرسمى التام للوسام وصاحبه، وكأن من حصل عليه هو أديب من بوركينا فاسو يكتب باللغة السواحيلى! لم نسمع أن وزارة الثقافة قامت بأى فعل أو رد فعل على فوز أحد أبناء مصر بهذا الوسام الرفيع. لم نر الأديب الكبير ضيفاً على البرامج الثقافية بالإذاعة والتليفزيون، كما لم يملأ سهرات التوك شو التى تمطر الناس كل ليلة بما يملأ الصدر ضيقاً والنفس غماً، كما لم نقرأ أى تغطية يعتد بها لهذا الحدث من جانب الصحف التى تمتلئ صفحاتها بالغث من المواد وتفتقر إلى ما يبعث على الفخر والسعادة.

هل من الطبيعى أن يتم تكريم أديب مصرى من جانب الفرنسيين، بينما هيئات ومؤسسات ثقافة وإعلام بلده تدير ظهرها للحدث وتحرص على أن يمر فى صمت جنائزى كما لو كان مناسبة عزاء؟.

لا أتصور أن الخلاف فى الرؤى السياسية يدفعنا إلى أن ننكر الفضل بيننا. لقد كان العرب إذا وُلِدَ فى قبيلتهم شاعر أقاموا الأفراح وأخذوا يتيهون على غيرهم بالشرف الذى حظوا به، فما بالنا قد أصبحنا كمن يقطع يديه ويسمل عينيه وهو يظن أنه يعاقب من لا يرضى عنه، بينما هو فى حقيقة الأمر لا يعاقب إلا نفسه.

مبروك للأديب الكبير الذى يحمل نجاحه بشرى للموهوبين الجادين البسطاء الأقوياء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفارس علاء الأسوانى الفارس علاء الأسوانى



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 17:35 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

الجزائر تحظر الألعاب النارية وتصنفها "عتاد حساس"

GMT 10:57 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المصارعة الحرة تتهم ري مستريو بالقتل غير المتعمد

GMT 18:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أشهر كذبات نيسان التي صدقها كثيرون

GMT 09:28 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى فتاة سورية لجأت الى فرنسا تبحث عن والدها المخطوف
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday