الرواية والخيبة القوية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الرواية.. والخيبة القوية!

 فلسطين اليوم -

الرواية والخيبة القوية

بقلم : أسامة غريب

منذ فترة لاحظت أن أكثر من صديق وعددا لا بأس به من المعارف ما إن تسأله عن أخباره حتى يخبرك أنه عاكف على كتابة الرواية الجديدة التى تأخذ كل وقته ولا تترك له مساحة للتنفس. كنت فى البداية أتساءل فى براءة: أى رواية؟.. لكنى تعلمت بعد ذلك ألا أُبدى الاندهاش وأن أتماهى مع حديث الرواية «المعصلجة» التى تأخذ وقت الأخ وتشغل أيامه ولياليه.

فاتنى أن أقول إن هؤلاء السالف ذكرهم منهم من له تجارب فى كتابة القصة والمسرحية والقصيدة والمقال، ومنهم الموظف بمصلحة الاستعلامات، ومنهم الطبيب والصحفى والمحامى وصاحب محل الحلويات. ومن الطبيعى أننى لا أنكر على أى صاحب مهنة أن يشتغل بالأدب ما دام الله قد حباه الموهبة والثقافة والحرفة، لكنى أتحدث عن أصدقاء ومعارف لا علاقة لبعضهم بالكتابة، ومن كان منهم صحفياً مثلاً فإن شغلته هى مندوب للصحيفة فى إحدى الوزارات، يأتى منها بالأخبار ثم يقدمها للديسك حتى تُعاد صياغتها، حيث إن مهاراته فى القراءة والكتابة محدودة!. 

فهل هى صرعة أصابت الناس جميعاً حتى حسب معظمهم أن الله قد خلقه روائياً راصداً وقادراً على سبر أغوار البشر وفك شفرة العلاقات بين الكائنات وصياغة هذا كله فى عمل أدبى وتحديداً الرواية؟. لا شك أن ما شاع بين الناس عن أننا نعيش فى عصر الرواية التى صارت لها الغلبة على غيرها من الأجناس الأدبية هو سبب من أسباب حلم الكثيرين بكتابة رواية دسمة يحفر بها اسمه بين الكتاب، وحتى لو لم تُصب نجاحاً فقد وضعته فى كادر كُتاب الرواية أصحاب الأعمال المنشورة.

لا أنكر أن هذا الأمر يحيرنى حيرة مزدوجة.. النوع الأول منها يتعلق بأصحاب الأعمال المعقولة الذين أهملوا ما كان يمكن أن يصدر عنهم من أعمال قصصية أو مسرحية أو شعرية لصالح الرواية التى تغريهم بإمكانية الحصول على الشهرة والمال والجوائز فى زحمة حياة أدبية فقدت البوصلة وفقدت نقاد الشعر والمسرح ولم يبق بها سوى بعض نقاد الرواية المتطلعين لنفس مكاسب المقبلين على كتابة الرواية. 

أما النوع الثانى من الحيرة فيتعلق باختفاء شعراء القصيدة الفصحى من مصر بشكل شبه تام، وهذا قد يعود بالأساس إلى جهل الشعراء باللغة العربية واستسهالهم الكتابة بالعامية.. فكيف بهذا الجيل الذى يحتاج للعودة للمدرسة من جديد أن يتجاسر على كتابة الروايات وهم رغم اهتمامهم بالأدب لا يمتلكون أدواته؟ أعتقد أن كلمة السر هى: المصحح اللغوى الذى لم يعد دوره يقتصر على معالجة الهنّات الناتجة عن السهو والسرعة وإنما أصبح شريكاً فى العمل الذى يتسلمه مهلهلاً فيحيله إلى شىء يمكن قراءته.. وربما كان هذا هو السبب فى أن أغلب دور النشر أصبحت تكتب اسم المصحح اللغوى إلى جانب اسم الكاتب واسم مصمم الغلاف باعتباره شريكاً لهما فى العمل!.

يا سادة.. إن الحواديت التى تملأ رؤوس الناس جميعاً والتجارب الشخصية التى عاشوها لا تكفى لكتابة رواية، ويوسف إدريس بجلالة قدره لم يكن روائياً جيداً رغم تفرده فى كتابة القصة القصيرة.. أما موضة إلقاء الحِمل على المصحح اللغوى والاعتماد على الديسك المركزى فلها اسم واحد: خيبة قوية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرواية والخيبة القوية الرواية والخيبة القوية



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 05:11 2023 السبت ,18 آذار/ مارس

أربعة شهداء برصاص جيش الاحتلال في جنين

GMT 10:35 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

ناسا ترصد دخول كوكب جديد غريب الأطوار مجموعتنا الشمسية

GMT 13:22 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

جهاز جديد يراقب السكر في الدم من دون وخز الإبرر

GMT 05:18 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دراسة تكشف أنّ الحيوانات تفضّل التواجد في المدن والطرق

GMT 18:56 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

شباب الخليل يحسم ديربي دورا بثنائية

GMT 07:04 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

نساء يُنظّمن معرضًا لحطام التصميمات وقصصها المرعبة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday