ما ذنب الوزير
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ما ذنب الوزير؟

 فلسطين اليوم -

ما ذنب الوزير

بقلم أسامة غريب

أعجب أشد العجب من الناس الطيبين الذين يطالبون عقب كل إخفاق بإقالة الوزير المسؤول أو إقالة رئيس الوزراء، إعمالاً لقواعد الشفافية وتحمل المسؤولية المعروفة فى البلاد الديمقراطية. المضحك فى الأمر أن منصب الوزير كما منصب رئيس الوزراء هو فى حقيقته منصب شرفى يقوم صاحبه بتلقى الضربات وصد الهجمات وتحمل الشتائم واللعنات الناجمة عن قرارات وأفعال ليس له علاقة بها. والوزير.. أى وزير هو رجل حصل على مزايا مالية وكُشك حراسة وموتوسيكلات تتحرك أمامه فى غدوه ورواحه بما يفرى كبد الجيران ويمنح الزوجات أسباباً للزهو.. كل هذا مقابل أن يمنح عرضه لوسائل الإعلام، وأن يكون جاهزاً للنهش والإهانة فداء لأصحاب القرار الحقيقيين. هذه هى حقيقة الأمر، فلا رئيس الوزراء يملك أن يتخذ قراراً حقيقياً، ولا أى وزير يستطيع أن يرسم سياسة وزارته.. ولماذا سنذهب بعيداً!، إن وزارة الخارجية طوال عهد مبارك وبعده هى وزارة شرفية تشكل عبئاً على الاقتصاد المنهك بمئات البعثات الخارجية التى لا تفعل شيئاً، والدور الوحيد الذى تقوم به فعلياً هو العمل القنصلى من استخراج الشهادات والتصديق على أوراق.. إلخ، أما السفارات والدبلوماسيون فممنوع عليهم الكلام فى السياسة أو الإدلاء بتصريحات حتى لو كانت تمثل رأى الدولة، أما السياسة الخارجية فهى مسؤولية مؤسسة الرئاسة والمؤسسات الأمنية التى يعهد إليها الرئيس بالأمر. فإذا كان ذلك كذلك، فما الفرق بين زيد وعبيد أو بين فلان وعلان؟.

لهذا فإننى لا أنشغل أبداً بحكاية تغيير الوزراء أو تشكيل وزارة جديدة، فهذا يشبه فى حقيقته تغيير الكومبارس فى أحد الأفلام.. لا أحد من الجمهور يهتم إذا تم تغيير أصحاب الأدوار الثانوية فى الأفلام، ولكن الاهتمام الفعلى يحدث إذا ما تم تغيير المخرج والأبطال.

ولقد ترسخت مسألة تهافت الوزراء وهامشيتهم فى السنوات الأخيرة بشكل لم نعهده من قبل، إذ تصدّر المشهد العام شخصيات عجيبة على شكل مذيعين ومقدمى برامج وضيوف دائمين فى كل القنوات، يقومون بدور الوزراء والمفكرين والأجهزة الرقابية وأجهزة التحرى والتحقيق وإصدار الأحكام، ينفردون بالميكروفون والكاميرا ويتفوهون بكل ما يريدون أو يُملى عليهم من كلام فارغ لشغل الناس وتدويخهم واللعب فى دماغهم. هذه الشخصيات يستطيع الواحد منها أن يمسح البلاط بأى وزير بحق أو بغير حق، دون أن يستطيع الوزير أن يغضب أو يرد، لأنه يعلم أن هؤلاء لا يمثلون أنفسهم وإنما يمثلون الجهات التى سمحت بتعيين الوزير، والتى تستطيع أن تزيحه من فوق كرسيه سواء بهدوء أو بفضيحة، بصرف النظر عن حظ الوزير من الشرف أو الفساد!. والذين يحسدون الوزير ويشعرون بالغبن لأنهم كانوا متعشمين ولم يصبهم الدور أولى بهم أن يخجلوا من أنفسهم ويفكروا فى عمل مفيد يشغلون به وقت فراغهم بدلاً من وظيفة لن تجلب لهم سيرة طيبة مهما اجتهدوا، والأمر لا يعود لعيب فيهم قدر عودته لكونهم يلعبون فى حيز ضيق لا يسمح بالإبداع أو بالإصلاح.. يسمح فقط بالتسبيح بحمد أولياء النعم وتنفيذ الأوامر التى يعلمون أنها لن تؤدى إلا إلى الخراب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما ذنب الوزير ما ذنب الوزير



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 17:35 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

الجزائر تحظر الألعاب النارية وتصنفها "عتاد حساس"

GMT 10:57 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المصارعة الحرة تتهم ري مستريو بالقتل غير المتعمد

GMT 18:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أشهر كذبات نيسان التي صدقها كثيرون

GMT 09:28 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى فتاة سورية لجأت الى فرنسا تبحث عن والدها المخطوف
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday