الفاشية الدينية والوطنية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الفاشية الدينية والوطنية

 فلسطين اليوم -

الفاشية الدينية والوطنية

بقلم : أسامة غريب

كل مرة يتم فيها ارتكاب جريمة داعشية تنشط الآراء، منددة بتراث ابن تيمية، متهمة إياه بالتسبب فى ملء العقول بالأفكار العنيفة، والواقع أن أصحاب هذا الاتهام لم يبتعدوا كثيراً عن الحقيقة، خاصة بعد انتشار جريمة قتل الأبناء للآباء والأمهات، والتى صارت ظاهرة متكررة فى أوساط البلدان التى تصدّر فكر الدواعش، ويكفى تصفح الصحف العربية لنعرف إلى أى درك انحدرنا. ورغم أن تراث ابن تيمية نشأ فى دنيا مغايرة، وكان مرتبطاً بزمن آخر وظروف أخرى لا علاقة لها بزمننا، إلا أن أفكاره وآراءه المتعلقة بقتل الأب المشرك مازالت تشكل الأساس لدى المؤمنين المختلين، الذين يرون أن فعل قتل الوالدين يمثل لديهم أعلى درجات الولاء والبراء!

غير أنه لا يصح الحديث عن الداعشية الدينية دون التطرق للداعشية الوطنية التى تعيشها شعوبنا التعيسة، وهى حالة أخرى من حالات الولاء والبراء يُبديها نفر من مهاويس الدولة الوطنية.. تلك الحالة التى تدفع البعض فى البلاد التى خاصمها العقل إلى وضع الحذاء الغليظ فوق الرأس والوقوف به فى أكبر الميادين لالتقاط الصور والتباهى بالأمر، باعتباره من مظاهر الشرف الرفيع. هذا النوع من الوطنية المغشوشة الكاذبة عرفته كوريا الشمالية وسوريا وعراق صدام وليبيا القذافى، كما لاتزال تتجرعه الجماهير البائسة فى كل بلد رضى أهله بالذل، ظناً منهم أن الأمان سيكون قرينه بالضرورة، فإذا بالذل يفاجئهم ويأتى وحده!

إن فكرة الولاء والبراء قادت شقيقين فى مدينة الرياض إلى قتل أمهما، مطلع الشهر الماضى، بعد أن أصدرا حكما بإعدامها تأثراً بالشيوخ الدواعش، الذين وضعوا للناس الكتالوج الذى يصنفون ويفرزون على أساسه الكافر من المسلم. والأمر نفسه يحدث عند الفاشيين الوطنيين، الذين يصورون أن الولاء للزعيم يعلو على الولاء للأسرة، وأن المواطن الشريف الذى يستحق الرعاية والحنان هو المواطن الذى يُبلغ عن أبيه ويشى بأخيه ويقود البوليس السياسى إلى مخدع أمه، لأنه سمعها تتفوه بانتقاد للزعيم المُلهَم الضرورة الذى أتى فى موعده مع الجماهير.

ليس هناك فرق بين أبوبكر البغدادى وصدام حسين وأشباهه.. النوعان يراهنان على العبث بالجمجمة وملئها بالأفكار التى تضعك مع الفرقة الناجية.. الفرقة صاحبة الولاء للشيخ أو للجنرال، حتى لو دفعك هذا الولاء إلى قتل أقرب الناس إليك، لتبرهن لـ«البغدادى» أو «صدام» أنك رجله المخلص الذى يضع الولاء له فوق أى ولاء.

الفاشية الدينية هى صنو للفاشية الوطنية.. كلتاهما تستجيب للنوازع البدائية فى النفس البشرية، وتغذى فيها الميل نحو الإحساس بالتميز والاستعلاء على الآخرين، والشعور بأن الجماعة التى ينتمى إليها هى شعب الله المختار، وهى الجنس الأعلى الذى يتفوق بالإيمان والمعرفة والوطنية على غيره ممن لا يستحقون الحياة، ويتعين إبعادهم عن مسار التاريخ حتى يستقيم الدين أو تستقيم الدولة وتصفو ممن يعكرها ويزعجها.

والحقيقة أن الحرب التى تقودها الدول العربية ضد داعش سببها الحقيقى هو تقاطع المصالح والمنافسة على عقل ووجدان المواطن التعيس، الذى تحاول كل الأطراف أن تشده فى اتجاهها، حتى تكاد تقطّع أوصاله.. فبئس النموذجان!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفاشية الدينية والوطنية الفاشية الدينية والوطنية



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 17:35 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

الجزائر تحظر الألعاب النارية وتصنفها "عتاد حساس"

GMT 10:57 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المصارعة الحرة تتهم ري مستريو بالقتل غير المتعمد

GMT 18:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أشهر كذبات نيسان التي صدقها كثيرون

GMT 09:28 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى فتاة سورية لجأت الى فرنسا تبحث عن والدها المخطوف
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday