مَن الذى سرق الدَّكَر
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

مَن الذى سرق الدَّكَر؟

 فلسطين اليوم -

مَن الذى سرق الدَّكَر

بقلم :أسامة غريب

يا أهل البلد. فيه دكر بط تايه من بعد صلاة العِشا. اللى يلاقيه يوديه عند إمام المسجد. الدكر رايح صباحية لعريس هذا النداء الذى أجراه صاحبه من ميكروفون المسجد فى البلدة الصغيرة كان محور تعليقات لا نهاية لها على مواقع التواصل الاجتماعى. أثار النداء دهشة الناس وتعجبهم ولم يفهم بعضهم معنى دكر بط تايه!.. والحقيقة أن هذا النداء الذى لم أستطع أن أتعرف على مدى صدقه واتصاله بحادث حقيقى ضاع فيه دكر بط، أم أنه مزحة من أحد المهرجين أراد أن يتخذها سبيلاً لإضحاك الناس..

هذا النداء مسّنى وأثر فىّ أيما تأثير، لأننى بعد الدهشة الأولية والضحك المفترض تنبهت إلى أن هذا الحدث لو كان حقيقياً فإنه يكون بمثابة ضربة قاصمة لأم العروس التى اشترت بطة صغيرة من السوق قبل شهر أو أكثر من موعد زفاف ابنتها ثم أخذت تتعهد البطة بالرعاية والتزغيط صباح مساء حتى تسمن وتكتسى باللحم قبل اليوم الموعود، حتى تضعها فى الصينية وقد تحيطها بالبطاطس والطماطم والبصل وتبعثها لعريس ابنتها فى الصباحية من أجل أن يرم عضمه ويتقوّت استعداداً لأيام حلوة تحتاج منه إلى الصحة والطاقة.

لاشك أن النداء الذى أكد فيه الرجل بصوت رخيم على أن الدكر رايح صباحية لعريس قد مس كل أهل البلد فى العمق فكلهم معرضون لموقف كهذا ويعلمون مدى الحرج الذى يشعر به أهل العروس مع عدم قدرتهم على شراء دكر بط جديد.. المنادى هنا يناشد فى الناس النخوة بتأكيده على أهمية الطير التائه، فلو كان الأمر مجرد وليمة يقيمها رب أسرة لأولاده لهان الأمر وأمكن الاستعاضة عنه بأى شىء، لكن الأعراس وطقوسها هى مناسبات حرجة ماسة بالكرامة، والوفاء بمقتضيات هذه المناسبات هو مما يبعث على رفع الرأس ونفش الريش بين الناس.

من المثير فى النداء أيضاً أن المنادى حدد موعد توهان الطائر بأنه بعد صلاة العشا، أى أن اللص الأثيم غافل الناس وهم منشغلون بالصلاة واستغل رغبة الدكر فى أن يتجول خارج الدار قليلاً ثم التقطه وانطلق به إلى مخبئه. عامل الوقت فى مثل هذه الحوادث مهم للغاية، إذ بينما ينشغل الناس باللغو والتنظير قد يكون السارق قد جهّز الماء الساخن وشرع فى تنظيف الدكر من الريش بعد ذبحه، ولعله يقوم بتقليبه فى الحلة الكبيرة ويتأمل فى شوق الدسم الواعد بشوربة فاخرة. لابد من التحرك السريع ومحاصرة بيوت المشبوهين والمشاغبين فى القرية والقيام بعمل مداهمات عند اللزوم قبل أن ينتهى الموضوع. ومع ذلك فإننى أعتقد أن نقطة الضعف الرئيسية فى النداء تمثلت فى دعوة المنادى لمن يعثر على الدكر أن يودعه لدى إمام المسجد.. هذه الدعوة قد تكون أضاعت دكر البط إلى الأبد، ولاشك أن المنادى كان حَسن النية ولم يقصد أن يجنى على العريس ويحرمه من طاجن الزفر، كما لم يقصد أن ينكد على العروس وأمها، لكنه برعونته ضيّع الفرصة، حتى لو امتثل السارق وأعاد دكر البط!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَن الذى سرق الدَّكَر مَن الذى سرق الدَّكَر



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 07:23 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

الصحف.. و"كورونا" في زمن "حماس"

GMT 04:20 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

GMT 14:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

ابرزي جمالك بالتوربان مع هذه اللفات العصرية الأنيقة

GMT 08:43 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تويتر تطلق سياسة جديدة بشأن التغريدات المخالفة المحذوفة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday