نوبل فى الآداب رؤية جديدة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

نوبل فى الآداب.. رؤية جديدة

 فلسطين اليوم -

نوبل فى الآداب رؤية جديدة

بقلم: أسامة غريب

للعام الثانى على التوالى تصدم جائزة نوبل فى الآداب محبى وعشاق الأدب الروائى بقوامه المعروف فى القصة والرواية. فى العام الماضى 2015 تم منح الجائزة للصحفية البيلاروسية سفتلانا أليكسيفيتش، وقدمتها الأكاديمية السويدية بحسبانها «صاحبة كتابات متعددة الأصوات، تمثل مَعْلَماً للشجاعة والمعاناة فى زماننا».. وفى هذا العام 2016 تم منحها للمغنى والشاعر الأمريكى بوب ديلان لأنه «خلق تعبيرات شعرية جديدة ضمن تقاليد الغناء الأمريكية».

كانت الصدمة فى العام الماضى لأن سيفتلانا التى وثّقت معاناة ضحايا الحروب والصراعات ليست كاتبة أدب بمعناه التقليدى، لكنها صحفية اعتمدت على التوثيق، ويُذكر لها قولها: «إن الوثيقة تعتبر صيغة أرقى من الفن»، ويبدو أن الأكاديمية السويدية رأت أن ما قدمته سيفتلانا هو نوع من الفن الصعب الذى يتجاوز الأجناس الأدبية المتعارف عليها ويقفز فوقها، بعد أن أحست الكاتبة بأنها لم تكن كافية للتعبير عما تريد، لذا فقد حاولت اجتراح جنس أدبى جديد يجمع الفن والتوثيق ضمن قالب مختلف.

وفى هذا العام فاجأت الأكاديمية العالم بمنح الجائزة للمغنى وكاتب الأغانى بوب ديلان، وذلك تقديراً منها للشكل والصور والتراكيب الثقيلة التى أضافها ديلان لكلمات الأغنية على نحو يشكل إضافة يشعر بها قراء الإنجليزية ومستمعو الأغانى بنفس اللغة. لاشك أن المفاجأة كانت ثقيلة بالنسبة لمن توقعوا أن يفوز بالجائزة هذا العام أحد الأمريكيين فيليب روث أو دون ديليلو أو أورسولا لى جوين أو حتى السورى أدونيس، لكن يبدو أن المفاجآت ستتوالى فى السنوات القادمة، ويبدو كذلك أن المعايير الأدبية التى اعتمدتها الأكاديمية لسنوات طويلة قد آذن أوانها بالرحيل مع ذهاب بيتر إنجلود، السكرتير السابق للأكاديمية، الذى تركها للسيدة سارة دانيوس، أستاذ علم الجمال بجامعة ستوكهولم، وهى التى تولت سكرتارية لجنة نوبل للآداب فى العام الماضى 2015، وبعد أسابيع قليلة خرجت لتعلن للعالم فوز الصحفية الاستقصائية سفتلانا أليكسيفيتش بالجائزة. لا نستطيع إذن أن نعزل اسم الفائز فى المرتين الأخيرتين عن وجود سيدة صاحبة رؤية جديدة على رأس الأكاديمية السويدية، وهى المرة الأولى التى تتولى فيها هذا المنصب امرأة!

كنت قد سمعت عن بوب ديلان منذ سنوات طويلة، وقابلت فى أمريكا وكندا الكثير من محبيه، لكنى لم أستمع إليه بأذن واعية إلا منذ أيام قلائل بعد فوزه بالجائزة، وهذا قد يؤكد حقيقة أن نوبل تمنح الفائز بها انتشاراً ومساحات فى أماكن لم يكن معروفاً بها، مثلما حدث مع نجيب محفوظ الذى عرفته قطاعات من قراء الأدب فى العالم بعد فوزه بالجائزة. كانت كلمات الأغانى طيلة الوقت لها الأهمية الأقل ضمن ثالوث خلق الأغنية (المؤلف والملحن والمغنى)، وبالذات فى الغناء الغربى، حيث كان الشباب كثيراً ما يتمايلون ويرقصون على أغنية لا يفسرون كثيراً ماذا تقول كلماتها! وربما لهذا السبب كان ترجيح فوز ديلان بالجائزة كاعتراف بقيمة الكلمة فى الأغنية. وربما يرى المصدومون فى هذا الفوز أن جائزة جرامى كانت أوْلى بالمغنى ديلان من نوبل فى الآداب، لكن سارة دانيوس كان لها رأى آخر يوسّع من مفهوم الأدب ويُلحق به صنوفاً من التعبير بالكتابة لطالما نظر إليها أدباء القصة والرواية باستعلاء!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نوبل فى الآداب رؤية جديدة نوبل فى الآداب رؤية جديدة



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 05:11 2023 السبت ,18 آذار/ مارس

أربعة شهداء برصاص جيش الاحتلال في جنين

GMT 10:35 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

ناسا ترصد دخول كوكب جديد غريب الأطوار مجموعتنا الشمسية

GMT 13:22 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

جهاز جديد يراقب السكر في الدم من دون وخز الإبرر

GMT 05:18 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دراسة تكشف أنّ الحيوانات تفضّل التواجد في المدن والطرق

GMT 18:56 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

شباب الخليل يحسم ديربي دورا بثنائية

GMT 07:04 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

نساء يُنظّمن معرضًا لحطام التصميمات وقصصها المرعبة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday