الشعب يريد مصيبة الأمس
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الشعب يريد مصيبة الأمس!

 فلسطين اليوم -

الشعب يريد مصيبة الأمس

بقلم أسامة غريب

عندما صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم أرض فلسطين عام 47 كان طبيعيا أن يرفضه العرب، ولكن بعد الهزيمة العربية فى حرب 48 انخفض سقف المطالب العربية، وارتفعت الأصوات الراغبة فى قبول قرار التقسيم والعودة إلى خطوط ما قبل الحرب.

ثم يقع العدوان الثلاثى على مصر عام 56، وقبله لم تكن مصر تسمح لسفن إسرائيل بالمرور من القناة، ولكن نتيجة للعدوان كسبت إسرائيل الحق فى المرور.. ومرة أخرى تتعاظم المكاسب الإسرائيلية، كما يزداد حجم الحقوق التى يتعين علينا استردادها، فتخفت الأصوات المطالبة بعودة فلسطين كاملة، وتظهر أصوات عربية تطالب بقبول دولة واحدة تضم العرب واليهود. وتأتى صاعقة 67، ويتم احتلال سيناء والجولان والضفة وقطاع غزة، لتزداد المهمة صعوبة ويصبح التفكير فى تحرير فلسطين حلما مؤجلا، بعد أن أصبحت إزالة آثار عدوان 67 هى القضية الأَوْلى بالاهتمام. بعد ذلك تتضاءل مطالب العرب وتصير أغلى أمانيهم هى العودة إلى حدود 4 يونيو والاكتفاء بالضفة وغزة لإقامة دولة فلسطين.. ثم يزداد الموقف تدهورا بخروج مصر من المعادلة بعد كامب ديفيد، وينخفض سقف المطالب العربية، ويقبل الفلسطينيون بالفتات فى دوامات مدريد وأوسلو وواى ريفر.. ثم لا يحصلون على شىء!.

هذا النهج الذى اتبعته إسرائيل بمواصلة العدوان بشكل مستمر على العرب جعل المجهود العربى يتشتت، وتتم التضحية اليوم بمطالب الأمس العادلة، ثم تتوارى مطالب اليوم تحت وطأة العدوان الواقع غدا. هذا تكتيك إسرائيلى معروف يقوم بالإيغال فى العدوان والضغط المستمر ليجعلك تترك أحزان الأمس وتنشغل بمصيبة اليوم وتحاول تحجيم آثارها.

من المؤسف أن هذا هو نفس ما أصبحنا نواجهه فى مصر فى حياتنا اليومية. إننا نقع تحت ضغط رهيب متصل. فى البداية تم تحريك سعر الدولار ليقع على حدود الجنيهات التسعة. كان لهذا أثره السيئ على عموم المصريين، بعد أن ارتفعت أسعار كل السلع والخدمات. بعد ذلك مررنا بعدة شهور قاسية، ارتفع فيها سعر الدولار فى السوق السوداء حتى وصل إلى 12 جنيها، وكانت تلك مصيبة كبرى لم نتوقع أبداً أن تحدث لنا، إذ معنى هذا أن كل الناس قد فقدت ما يقرب من ربع مدخراتها، أما الذين لا مدخرات لهم فقد فقدوا ربع مرتباتهم فى غمضة عين. تحت وطأة الضغط الساحق، تمنى عموم الناس فى مصر أن يعود الدولار إلى سعر تسعة جنيهات، الذى رفضوه فى السابق وعَدُّوه كارثة، وظلوا يتطلعون إلى وعود المسؤولين التى بشّرتهم بأن الدولار إذا ما تم تعويمه فإن سعره العادل سيكون حوالى 11 جنيها. انتظر المصريون بقلوب واجفة هذا التعويم أملاً فى وضع حد للرعب الذى سكن النفوس، لكن بعد أن عوّموا الجنيه، فوجئنا بالدولار يصعد من 13 إلى 14، 15، 16 حتى وصل بالأمس إلى 20 جنيها، وهذا معناه انهيار المرتبات بحوالى ستين فى المائة، وتدهور حاد فى مستويات المعيشة. ترتب على هذا أننا صرنا نحلم بأن نعيش فى مصيبة الأمس لأن مصيبة اليوم شديدة القسوة، وأصبحنا نفزع من الكارثة التى يحملها الغد، بعد أن رأينا الفقر ينشر مظلته على الناس المستورين، بلا أمل فى القدرة على مواجهة ما تُخبئه الأيام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعب يريد مصيبة الأمس الشعب يريد مصيبة الأمس



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 17:35 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

الجزائر تحظر الألعاب النارية وتصنفها "عتاد حساس"

GMT 10:57 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المصارعة الحرة تتهم ري مستريو بالقتل غير المتعمد

GMT 18:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أشهر كذبات نيسان التي صدقها كثيرون

GMT 09:28 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى فتاة سورية لجأت الى فرنسا تبحث عن والدها المخطوف
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday