الإبداع والخيارات الصعبة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الإبداع والخيارات الصعبة

 فلسطين اليوم -

الإبداع والخيارات الصعبة

بقلم :أسامة غريب

بعض الفنون لا يمكن لها أن توجد بمفردها، إذ لابد من وعاء فنى يشملها مع غيرها فى بوتقة فنية كبيرة. على سبيل المثال يتضمن الفيلم السينمائى جهود فنانين من كل نوع، ممثلين وموسيقيين ومصورين ومخرجين... إلخ. وهنا قد تثور قضية فنية تتعلق بالقيمة الكلية للفيلم والقيمة الخاصة لأحد مفردات نفس الفيلم، فإذا أخذنا الموسيقى التصويرية التى برع الفنان على إسماعيل فى تقديمها فى الأفلام، وكذلك التوزيع الموسيقى للأغانى نجده قد أبدع فى فيلم الأرض عندما قام بنثر موسيقاه فى ثنايا العمل ولعب بمهارة مستخدماً أغنية الأرض لو عطشانة فى فيلم يحكى عن افتداء الأرض بالروح.

كان من حظ إسماعيل أن بقية عناصر الفيلم كانت متفوقة، مثل الإخراج ليوسف شاهين، والقصة لعبدالرحمن الشرقاوى، والسيناريو لحسن فؤاد، والتمثيل لمحمود المليجى، والمونتاج لرشيدة عبدالسلام. لكن هناك أفلاما أخرى حوت لمحات من عبقرية على إسماعيل، لكنها كانت أفلاماً ضعيفة، مثال على ذلك فيلم الخطايا لعبدالحليم ونادية لطفى من إخراج حسن الإمام.. هذا فيلم ساذج لا يحمل مضموناً ذا قيمة، وقصته التى كتبها محمد عثمان ومحمد مصطفى سامى لا تستند إلى حبكة مقنعة، ومع ذلك فقد أبدع فيه على إسماعيل عندما قدم فى تترات الفيلم مزجاً بين لحن «لست أدرى» لمحمد عبدالوهاب ولحن «مغرور» لمحمد الموجى، كما أنه أثبت مقدرة فنية هائلة فى توزيعه للأغنيتين على نحو ظهرت فيه قدراته الدرامية الموسيقية، إذا جاز القول، ومن يستمع إلى قصيدة إيليا أبوماضى «لست أدرى» مغناة بصوت عبدالوهاب، ثم يعاود سماع نفس القصيدة لعبدالحليم حافظ سيجد أن على إسماعيل أعاد خلقها من جديد وصهرها بأحداث الفيلم، حتى لو كانت هذه الأحداث مفبركة وضعيفة!

هذه هى مشكلة الفنان الكبير الذى يضطر إلى وضع موهبته وخبرته فى خدمة عمل عادى، وقد عانى منها الكثير من الموهوبين، ومنهم عازف الكمان الأسطورة أحمد الحفناوى.. هذا الرجل قضى عمره يعزف فى أحيانٍ كثيرة خلف مطربين متواضعين ألحاناً سيئة من أجل فقط أن يستمر ويعيش!. ولدينا كذلك رجل مثل شادى عبدالسلام، الذى قام بهندسة مناظر وديكورات لأفلام ليس بها من الفن غير ديكوره!. وعندما أشاهد على سبيل المثال فيلماً مثل «أمير الدهاء» يلفت نظرى أن عناصر الفيلم معظمها باهت، لكن تبرز من بين هذه العناصر ملابس شادى عبدالسلام وديكوراته، وربما أن هذا السبب هو ما جعله يتوقف عن الاشتغال فى أعمال الآخرين ويتفرغ سنوات لتقديم فيلم المومياء، ثم يشرع فى عمل جديد لا يسعفه الأجل لإخراجه.

هى معادلة صعبة والاختيار فيها ليس هيناً.. إما أن تقدم فنك الرفيع ضمن عمل أكبر قد يكون رديئاً دون إرادتك، أو أن تتفرغ العمر كله لإنجاز عمل واحد متقن تتركه للتاريخ. على إسماعيل اختار أن يؤدى ما عليه حتى لو حصد المطرب- دونه- الشهرة والمجد والفلوس، وكذلك فعل أحمد الحفناوى.. أما شادى عبدالسلام فقد أغلق الباب على نفسه وأنتج فيلماً واحداً منسوباً بالكامل له، فأى الرؤيتين على حق وأيهما على خطأ؟.. ليست عندى إجابة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإبداع والخيارات الصعبة الإبداع والخيارات الصعبة



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك

GMT 06:28 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

7 أخطاء يجب عدم الوقوع بها في موضة الصيف

GMT 20:52 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

طرق مذهلة لـ إخفاء الهالات السوداء بالمكياج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday