الجِزية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الجِزية

 فلسطين اليوم -

الجِزية

بقلم : أسامة غريب

أفادت الأنباء المتعلقة بالزيارة التى يزمع الرئيس الأميركى القيام بها للسعودية أن دونالد ترامب ينوى إلقاء محاضرة يوم الأحد القادم 21 مايو عنوانها «رؤية سلمية للإسلام». ليس خافياً على أحد الموقف الذى يقفه ترامب من الإسلام، ولا حجم التعصب والازدراء الذى يحمله للمسلمين لدرجة أنه سعى فى أول أيام تسلمه الرئاسة لمنع مواطنى سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة. إذا أخذنا هذا الموقف على محمل الجد سوف يتضح لنا ببساطة افتقاده إلى الأصالة وإلى الاتساق، ذلك أنه ضم لقراره (الذى فشل فى تمريره) دولاً مثل ليبيا لا علاقة لمواطنيها بأى أعمال إرهابية فى أوروبا وأمريكا، بينما سمح لمواطنى الدول التى انتمى إليها من قاموا بالعمليات الإرهابية فى الحادى عشر من سبتمبر 2001 بالدخول إلى بلاده!.

هذا يبين أن الرجل يكره المسلمين بوجه عام، لكن عندما يتضح له أن بعضهم لديه أموال متلتلة يسيل لها لعابه، فإنه يوجه عدوانيته وشره نحو فقراء المسلمين الذين لم يؤذوه، بل ويستعين عليهم بالمسلمين الأغنياء الذين أخبرهم، دون مواربة، أنه سيستولى على فلوسهم ثم يجنّدهم بالإكراه فى جيشه الذى يعتزم تكوينه منهم لمحاربة مسلمين آخرين لم يتورطوا فى أعمال إرهابية!.. هذه هى الصورة ببساطة، فتنظيم داعش الذى يزعم ترامب جمع البلاد السُّنية تحت قيادة إسرائيل لمحاربته لم تصنعه وتسلحه سوى هذه البلاد نفسها التى سوف يجتمع زعماؤها بالرئيس الأمريكى فى الرياض!..أما عن الخطر الإيرانى فهو تمثيلية يقوم فيها الجميع بالأدوار المطلوبة منهم، فالرئيس الأمريكى يصرخ محذراً منه والدول الخليجية تتظاهر بالفزع فيعود ترامب ويطمئنهم بأن لديه الحل ويتوصل معهم لصفقات سلاح بمائة مليار دولار يمكن أن تزيد إلى ثلاثمائة فى غضون السنوات العشر القادمة، علاوة على ذلك تتعهد المملكة بإنفاق مائتى مليار دولار أخرى لتحسين البنية التحتية فى الولايات المتحدة، وفى الحقيقة لا أحد يعلم العلاقة بين الخطر الإيرانى ومشروعات البنية التحتية فى أمريكا!..

وإذا كان سلاحاً بالغ التكلفة بهذا الشكل ومع ذلك لا يشكل إخلالاً بالتفوق الإسرائيلى على العرب مجتمعين، فهذا معناه أن الأمر عبارة عن إتاوة يحصلها البلطجى ممن لا يملكون إلا الدفع صاغرين. أما الحرب على الإرهاب فهو أكثر العناوين تضليلاً ويمكن فى ظله إخفاء الأهداف الحقيقية للتحركات التى تدور فى الخفاء لصالح إسرائيل، وأولها القضاء على حزب الله كذراع إيرانية مناوئة لإسرائيل، والحرب على الإرهاب هو عنوان يمكن استخدامه أيضاً لستر حقيقة أن بلاد العرب أصبحت تدفع الجزية للسيد الأمريكى بدون مواربة، فالرؤساء السابقون على ترامب كانوا يقتضون الجزية دون دعاية أو محاولة لإذلال الطرف الذى يدفع، أما هذا الرجل فإنه يحصل على ما يريد مع إهانة الممولين وتجريسهم فى وسائل الإعلام عندما يصرح بأنهم يجب أن يدفعوا ثمن حمايته لهم والتى لولاها لسقطوا وزالت ممالكهم.. والبؤساء العرب من جانبهم لا يجدون ما يقولونه لشعوبهم سوى أن هذه ليست جزية ندفعها، وإنما هى شراكة مع الرئيس ترامب فى الحرب على الإرهاب.. يقولون هذا دون خجل من أن حربهم ستجرى تحت قيادة بنيامين نتنياهو الذى أصبح يتزعم العالم السُّنّى!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجِزية الجِزية



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 15:40 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 10:57 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

تعرّف على "Corolla" الجديدة كليا من "تويوتا"

GMT 21:54 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"Urban EV Concept" أول سيارة هوندا كهربائية

GMT 05:12 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

بريطانيا تحول منزلًا مهجورًا إلى مكان لحماية التاريخ

GMT 11:37 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

باحثون يكتشفون عظمة غامضة في جسم الإنسان

GMT 07:56 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 10:49 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات ريسبشن رائعة و جذابة تبهر ضيوفك

GMT 11:25 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

أحمد الشناوي يكشف سبب انتقادات حارس الأهلي له

GMT 09:28 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

كيف تكتشف مافي نفوس الأخرين وأنت صامت؟

GMT 07:00 2017 الثلاثاء ,19 أيلول / سبتمبر

بذخ أسطوري في أغلى حفلة زفاف لابن ملياردير أرمني

GMT 21:01 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيلسي يحصد جائزتَي أفضل مدرب ولاعب في "البريميرليغ"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday