نموذج مُلهِم
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

نموذج مُلهِم

 فلسطين اليوم -

نموذج مُلهِم

بقلم أسامة غريب

كل الناس تقول إنها لا تقبل الحرام. لا أحد يجاهر بحبه للحرام، حتى اللصوص والقتلة والقوادين، لكن الحقيقة أن أكل السُحت والتمتع بالمال الحرام هو أسهل ما يفعلونه. والحرام المقصود هنا ليس فقط ما ورد ذكره بالكتب المقدسة، لكنه ما أجمعت البشرية على أنه جنوح بعد أن تطورت وأخرجت نظماً وقوانين تصون ممتلكات الأفراد وكرامتهم. ويلاحظ أنك لا تجد هذه النغمة سائدة فى البلاد المتقدمة.. أقصد نغمة «نحن لا نقبل الحرام».. فلا يوجد فى كندا أو فى السويد من يقف فى السوق زاعقاً وحالفاً بكل الأيمانات أنه لا يقبل الحرام، فهذه النغمة يتم عزفها فقط فى البلاد التى يرحب الناس فيها بأكل الحرام ما أمنوا العقاب وتيقنوا من أن ما يفعلونه لن يصل بهم إلى السجن. ويلاحظ أن الناس لم تعد تتخذ من الشرفاء أمثلة عليا تحتذى بها أو تتمنى أن تكون مثلها، بينما يتطلعون دائماً إلى أن يكونوا مثل اللصوص الذين لم تصل إليهم يد العدالة.. وكان العامة يتباسطون فى زمن السادات بأن يتمنى الواحد منهم لصاحبه أن يراه ماثلاً أمام المدعى الاشتراكى. كانت هذه الدعوة تثير الضحك وكان من يتلقّاها يرد قائلاً: يسمع من بقك ربنا!.. كان السبب أن من يقفون أمام ما كان يسمّى المدعى العام الاشتراكى هم أكابر اللصوص الذين سرقوا فى حماية السلطة، وما خضوعهم للتحقيق إلا الفصل الأخير الذى سيخرجون بعده وقد

تم غسل سمعتهم بعد أن ظفروا بمعظم المسروقات ممهورة بختم رسمى بأنها حلال!

ولعل تزايد أعداد عشاق حسنى مبارك فى الآونة الأخيرة هو خير دليل على حب الناس وولعهم بالحرامى الأريب الذى يسرق السرقة الكبيرة ثم يُخرج لسانه لمن سرقهم بعد أن تفشل كل المساعى فى حمله على رد المسروقات.. حتى عندما يصدر ضده حكم نهائى بالسجن فى قضية سرقة فإنه لا يدخل السجن يوماً واحداً ولا يرد جنيهاً، رغم أن الحُكم كان مشمولاً بوجوب رد مبلغ 125 مليون جنيه، وهو قطرة فى بحر الأموال التى نهبها، لكن حتى هذا المبلغ التافه لم يردّه ولم ينفذ حُكم المحكمة وجلس فى الجناح الملوكى بالمستشفى يلوّح لأنصاره من خلف الزجاج، سعيداً بحب المغفلين الذين سرقهم!.. والمغفلون فى موقفهم هذا يعلمون أنه لص، لكن يعجبهم أنه سرق ولم يقع، يعجبهم أنه لم يسخر من شعبه فقط، لكن هزأ بالمدعى العام السويسرى الذى حمل حقيبته عدة مرات وحط الرحال فى القاهرة باحثاً عن أى أحد ابن حلال يأخذ فلوس مبارك وعصابته ويعيدها للشعب المصرى. كان كل المطلوب أن يزودوا الرجل بما يفيد بأن مبارك حرامى حتى يعيد لنا المال، والحقيقة أن هذا الأمر هو بسيط للغاية. يكفى أن يقدموا مفردات راتبه ومقدار ما تقاضاه منذ أن تخرج حتى ترك السلطة، وعندها كان سيظهر أنه لم يكن باستطاعته أن يدخر أكثر من بضعة آلاف مثله مثل غيره من الموظفين العموميين.. ورغم ذلك عاد المدعى السويسرى بخُفّى «حسنى مبارك» وقرر يائساً أن يعيد المال إلى من سرقوه، لأن مصر لا يوجد بها من يريد استعادة المال المسروق.

لكل هذا فإن الرجل قدم للمشتاقين نموذجاً ملهماً فأحبوه وتعلقوا به!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نموذج مُلهِم نموذج مُلهِم



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 00:15 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 23:28 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

طريقة إعداد وتحضير بودينغ الشوكولاتة بالنعنع

GMT 02:30 2015 الأحد ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة نيكول سابا تتضامن مع الكينج لدعم السياحة

GMT 01:03 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

وليد علي يتمسك بمجاله الإعلامي ويرفض العمل في السياسة

GMT 17:01 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

الحكومة الروسية تقرّ استراتيجية الطاقة حتى 2035
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday