إمام عادل
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

إمام عادل

 فلسطين اليوم -

إمام عادل

بقلم - أسامة غريب

جلس الرجل وقد تحلق حوله جمهور من المريدين أتوا ليستمعوا إلى درسه الأسبوعى، وكان فى الأسابيع الأخيرة قد تألق ونال رضا الجمهور عندما انتقد أداء بعض الوزراء والهيئات الحكومية وسخر من الفن والفنانين والرياضة والرياضيين والأدب والأدباء. الخلاصة أنه صال وجال وخرج من موضوع إلى موضوع والناس يستمعون فى شغف ومحبة، وفرحتهم تزداد بشيخهم الذى يقول كلمات ليست كالكلمات!

اليوم سحب رشفتين من الينسون وبسمل وحوقل وتنحنح ثم خطب فى جمهوره خطبة طويلة عريضة موضوعها كل شىء وأى شىء حتى انجلى ولعلع وقال بصوت فخيم: كنا ننتظر (إمام عادل) فجاءنا عادل إمام!.. قال هذا وصمت يتفحص جمهور السامعين ويرى تأثير كلماته عليهم، ولاشك قد سره أنهم جميعاً قد بدا عليهم الانشكاح مما قاله، ولِمَ لا؟ ألم يقل لهم قولاً بليغاً تلاعب فيه بالكلمات عندما خلط بين عادل إمام وإمام عادل. لاشك أن الجمهور قد عام فى بحور من النشوى والسحر وهو يستمع للقول العالى المخصوص الذى لا يخرج إلا من رجل أريب قد جمع العِلم من أطرافه!. لَم يداخل أحد من الحضور الشك فى أن هذه الجملة قد تكون فارغة وخالية من المعنى، كما لم يدر بذهن أحدهم أنها، فضلاً عن تهافتها، غير منطقية ولا منصفة وتخلط بين أشياء لا يجوز الخلط بينها، ومع ذلك فإن الرجل قد نطق بها وهو واثق من غياب الحس النقدى لدى الجمهور.. هو يعلم جيداً أن الناس هنا لا تنبت لها قرون استشعار نقدية إلا عندما يتعلق الأمر بالخصوم، إنما عند حديث الأحبّة، فالحاسة النقدية تختفى وتحل محلها مشاعر الاستحسان والخضوع والإذعان.

وباعتبارنا لسنا من جمهور هذا الشيخ فإننا نتساءل: ما الذى يجعل الناس تنتظر الإمام العادل؟ نحن لا نريد أئمة عدولا، وإنما نحتاج إلى حاكم منتخب يعمل لدينا بالأجر، نستطيع أن نحاسبه كما نمتلك آلية تغييره، وإذا كانت البلاغة قد استعارت مفردات الزمن القديم فوصفت الحاكم المنتخب بالإمام العادل فلا بأس، لكن ما شأن التوق إلى عدل الحكام بالحديث عن الفنان عادل إمام؟ وهل هو بديل حصلنا عليه عوضاً عن الحاكم العادل؟ قد كان يصح أن يقال إن الأيام عوضتنا عن نجيب الريحانى بعادل إمام، لكن لا يجوز أن نقول إن الفنان الكوميدى قد جاءنا بديلاً للنحاس باشا مثلاً!. ثم إنه من الغريب أن الجمهور الذى استحسن هذا القول ومازال يمطرنا به على وسائل التواصل الاجتماعى باعتباره من أقوال الحكماء.. هذا الجمهور نفسه لا يخاصم الفن لكن يستمتع بالأعمال الفنية، ومع هذا فلديه استعداد أن يداهن المتطرفين عندما يشتمون الفن ويلعنون الفنانين، وهذا الجمهور نفسه الذى أضحكه تهكم الشيخ على الفنان يحب عادل إمام بشكل كبير وهو الذى منحه الشهرة وملأ خزانته بالمال عندما أقبل على مسرحياته وأفلامه، فلماذا يَسعدون ويستمتعون بأعمال الرجل ثم يقبلون أن يُهان وتتم السخرية منه على يد شيخهم إلا أن يكونوا منافقين جبناء أو إمعات بلا رأى ولا موقف.. والأرجح أنهم كل هذا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إمام عادل إمام عادل



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 04:39 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار أساسية في تصميم السلالم الداخلية للمنزل العصري

GMT 16:06 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 08:18 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة مستمرة في تعرية ظلم القضاء الأفغاني

GMT 05:54 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علي العلاق يضع اسمه على الدينار بدلاً من توقيعه

GMT 14:42 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار براك يبحث مع ممثل جمهورية مالطا دعم النيابة العامة

GMT 22:03 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مكرمة رئاسية لعدد من الحالات الإنسانية في محافظة جنين

GMT 23:43 2017 الثلاثاء ,28 آذار/ مارس

استقبال خاص لكريستيانو رونالدو في مسقط رأسه

GMT 06:36 2017 الأربعاء ,09 آب / أغسطس

390 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في 18 شهراً

GMT 22:42 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

تعرفي على شخصية حماتك من خلال برجها
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday